خـــبــت الــنــويـــرة: الترحيب

الجمعة، 30 يناير 2009

الترحيب

بسم الله الرحمن الرحيم

بيت النويرة اصبحوا من اكبر الاسر عدد وتأثير على مجريات الامور في مديرية خبت النويرة وعزلة بني عمارة والمشيخ بيدهم ابا عن جد من حوالي مائتين وخمسون عام وهم نقيلة من منطقة الجعرى او قروى بخولان مع العلم انه لازال هناك اسرة كبيرة ويقال انه كان هناك عدد من الاخوة حصلت لهم مشكلة في خولان فهربوا الى مناطق مختلفة ويوجد اسرة النويرة في بني حشيش والاهنوم ورداع وبني مطر والمحويت وان الجد الاول للموجودين في خبت النويرة قد سكن اول الامر في بني حبش ويوجد حتى اليوم قلعة جميلة تسمى قلعة النويرة وحصلت له مشاكل مع مشائخ المنطقة لانهم لمسوا منه تطلعات لم تعجبهم فأنتقل الى الخبت وهناك استقر في عزلة بني عماره ونتيجة للتنافس بين سكان العزلة على المشيخ فانهم اختاروا احد احفاد الغريب الذي اثبت شجاعة وصلابة في الحروب والمواقف القبلية ولانه حل وسط بينهم وكان المشيخ في اسر مختلفة وانتقل الى اسرة النويرة بعد ان استوطنوا بحوالي اربعة اجيال لان جدهم الاول اثبت شجاعة واقدام خلال الحروب التي كان يخوضها سكان بني عماره ضد القبائل المجاورة فأصبح احد وجهاء العزلة وكذلك ابنائه حتى تولى المشيخ حسن احمد النويرة قبل اكثر من مائتي عام ثم ابنه علي حسن النويرة﴿قتل هو واخوه احمد في الطويلة بالسم﴾

وتولى المشيخ بعده محمد علي النويرة ﴿بضم الميم﴾ وكان مساندا للاتراك ضد الامام وكان ابن عمه الشيخ محمد عمر حسن النويرة مناصرا للامام محمد بن يحيى حميد الدين وعندما ضعف الشيخ محمد علي النويرة﴿بضم الميم﴾ خلفه في المشيخ ابن عمه الشيخ محمد عمر النويرة وقد تولى الشيخ محمد عمر النويرة المشيخ عام1325 هجرية الموافق 1905م من خلال امر الامام يحيى بتنصيب الشيخ محمد عمر والشيخ محمد علي شيخين على عزلة بني عمارة وبعد مقتل الشيخ محمد عمر النويرة﴿قتل غدرا في المرواح مركز الناحية وكان شيخ مشائخ خبت النويرة﴾ اجتمع عقال ووجهاء بني عمارة واختاروا ابنه الشيخ محسن النويرة شيخا عليهم واجتمع مشائخ الخبت ورقموا له شيخ مشائخ الناحية وعمد ذلك الامام يحيى

وبقي الشيخ محسن محمد عمر النويرة شيخ مشائخ الناحية حتى توفاه الله عام1976م وكان يسانده ويساعده ولده الشيخ محمد صغير محسن النويرة الذي كان ينوب عن والده عند غيابه وكان عضو في المجلس الوطني وعضو في مجلس الشيوخ الذي كان موجودا بعد الثورة

وبعد وفاة الشيخ محسن لم يحاول ابناءة الاربعة اخذ رقم مشيخ وكان الشيخ احمد محسن النويرة اصغر ابناء الشيخ محسن اكثرهم تأقلما مع الوضع الجديد فدخل المجالس المحلية واصبح اول رئيس لمجلس التنسيق للهيئات التعاونية بمحافظة المحويت وكان من انشط العاملين في هذا المجال واستطاع كسب ود الناس وثقتهم واصبح احد اعلام محافظة المحويت واليمن وكان اول عضو في مجلس الشورى وهو اول برلمان منتخب قبل الوحدة وكان ممثلا لمديرية خبت النويرة كما كان اول عضو في مجلس النواب بعد الوحدة وعين بعدها عضوا في مجلس الشورى ووكيلا لمحافظة حضرموت ثم وكيلا لمحافظة عمران حتى توفي يرحمه الله وخلفه ابنه الشيخ احمد احمد محسن النويرة من خلال رقم مشيخ من عقال ووجهاء بني عمارة والخبت وتم انتخابه عضوا في مجلس النواب ممثلا لمديرية خبت النويرة

نقلا من كتاب القرية شيء من التاريخ للكاتب الاستاذ

عبد الله علي عبدالله النويرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القرية شيء من الماضي للاستاذ عبد الله علي النويرة

تقديم
د. عبدالعزيز المقالح
ما أحوجنا في هذا الوطن الحبيب إلى أن نعرف كل شيء عنه تاريخه، جغرافيته، لهجاته، عاداته، مناخاته، سهوله، جباله، صحراءه، وشواطئه، وما تتميز به كل محافظة من محافظاته الحادية والعشرين.
فالوطن هو ما نعرفه عنه وما يتجسد في مشاعرنا وقلوبنا، وهو هذه المساحة الكريمة التي أسعدنا الله بأن جعلنا ننتمي إليها بأجسادنا وأرواحنا وأن تكون المجال الذي يتحلى فيه ما وهبنا الله تعالى من قدرات وطاقات عملية وإبداعية.
ومن حسن حظ الجيل الراهن والأجيال القادمة أن أصبح في مقدورها أن تطوف بكل أجزاء الوطن شبراً شبراً بعد أن توحدت أطرافه وصارت الطرقات الحديثة تصل بين كل المحافظات، وبذلك انتهى عصر العزلة وانكفاء كل مواطن داخل قريته أو مدينته، فقد تقاربت المحافظات وتلاقت المدن وأصبح في مقدور المواطن أن يتناول الإفطار في صعده، والغداء في عدن، ثم يعود ليتناول العشاء في المدينة التي انطلق منها بعد ان كان ذلك يستغرق منه شهراً ويزيد، وهو تحول كبير يعزز الوحدة الوطنية ويشجع السوق المحلي وتصاعد وتائر التنمية الاقتصادية.
لقد مضت على أبناء هذا الوطن قرون من الانكفاء والعزلة كان المواطن فيها يموت قبل أن يعرف ما وراء حدود قريته، والآن لا يكفي أن تأخذنا وسائل المواصلات من القرية إلى المدينة ومن الجبال إلى السواحل ما لم نعرف كل شيء عن هذه القرى والمدن في سائر محافظات الجمهورية، ولن يتحقق لنا ذلك إلا إذا ظهر من أبناء هذه المناطق من يقوم بتعريف منطقته تعريفاً علمياً دقيقاً ومتتبعاً لعاداتها ومحصولاتها الزراعية وهذا ما بدأه بنجاح منقطع النظير الأخ العزيز الأستـاذ/ عبدالله علـي النويـــره ، في كتابه هذا الذي اختار له عنوان "القرية شيء من الماضي" والكتاب يتناول كل شيء يتعلق بقريته، من الماء إلى الطعام، ومنالملابس إلى الأعراس، ثم المنازل والمساجد وطريقة البناء، ولا يغفل دور الحيوانات الأليفة وهذا الجهد الممتاز يشكل استباقاً ضرورياً لما سوف يطرأ على حياة القرية من مستحدثات تطمس كل قديم، وما يترتب على هذا الطمس من إزالة المعالم الأصلية التي كانت القرية وما تزال تعتز بها وتعتبرها من التقاليد الوطنية الجديرة بالبقاء.
كلية الآداب – صنعاء

9/6/2004

المقدمة:
لست من محترفي الكتابة الأدبية اوالتاريخية سواء كهواية أو احتراف فخلفيتي الدراسية بعيدة عن هذا المجال وممارستي العملية أبعد ما تكون عن مثل هذه المجالات وقد يسئل سائل إذاً لماذا تدخلت فيما لا يعنيك ما دام لا ناقه لك ولا جمل في هذا المجال وأقول ان الحق كل الحق مع المعترض على دخول مجالات ليس لدى الإنسان خلفية كافية تؤهله لخوض غمار هذه المجالات بأقتدار ولكن احاياناً يقف الإنسان- أي انسان- لحظات مع نفسه متفكراً فيما حوله يجد رغبه في خوض غمار تجربه جديدة وغريبة عنه كنوع من التغيير والتجديد في الحياة وقد يجد الإنسان ان هناك رغبة تدفعه للعمل في مجال يعتقد أنه سوف يضيف جديد بالرغم من أنه لم يعد هناك شيئ يمكن اضافته لان معظم المجالات أصبحت قديمة من كثرت المتناولين لها بالكتابة والبحث والدراسة.
وهناك من يكتب في مجالات بعيدة عن اهتماماته رغبه منه في لفت الاظار اليه كنوع من التفاخر والمباهاه إلى غير ذلك من الدوافع التي تدفع الإنسان لممارسة أي عمل حتى ولو كان في مجال تخصصه فليس هناك انسان يعمل أي عمل دون وجود دافع يدفعه لممارسة ذلك العمل وكما قلت ان الدوافع كثيرة تبعاً لتنوع الطبائع البشرية المتقلبه فما يعتبر دافعاً قوياً لاحدهم قد لاً يكون له أي قيمة لدى شخص أخر لان الأنسان كائن متحرك متغير بطبعه وهذه سنة الحياة لان الناس لو كانوا على طبيعة واحدة واسلوب تفكير واحد لاصبحوا شخص واحد ولما كان للحياة هذا التنوع اللانهائي لأفراح وأتراح الحياة.
وأنا عندما أخذت القلم وبدأت اكتب عن "القرية" لم يكن ما كتبته هو ما نويت أن أكتبه ... نعم كان هدفي كتابة مقدمة من عدة صفحات عن قرية نشأ فيها مغترب يمني أمتهن الاغتراب وتشكلت حياته بهذا الاغتراب فأردت ان اكتب خواطر عن هذا المغترب الذي قد يكون واحد منا فقلت لنفسي لابد من الحديث عن القرية – أي قرية – التي عاش بها هذا المغترب لاعطاء صورة عن سبب الاغتراب... وبدلاً من أن تكون الكتابة عن القرية مجرد مقدمة لموضوع أخر وجدت نفسي أحولها إلى موضوع قائم بذاته بدون تخطيط وبدون سبق اصرار وترصد.
بدأت بالحديث عن العُزلة بدلاً من الحديث عن القرية مباشرة حتى اعطى صورة بانو راميه من بعيد للقرية التي اريد الحديث عنها وبتوارد الخواطر كتبت ما كتبت ووجدت ان هناك دافع لما كتبت (ألم أقل أنه لابد من دافع يدفع الإنسان لفعل شيء).
وهذا الدافع جاء نتيجة لما نعايشه حالياً من ضياع هوية القرية فلا القرية بقيت هي القرية ولا القرية أصبحت مدينة ولم تحتفظ بطابعها القروي المميز وأننا نهرب من المدينة إلى القرية للحصول على الاشياء الطبيعية في كل شيء وإذ بنا نُصدم بالمسخ الذي لم يُعد كما كان ولا اصبح كائن جديد... ذلك هو حال القرية أن احدنا يهرب من القمائم والاوساخ فإذا بالقرى أصبحت اكثر اتساخا من المدينة.
ونهرب من المواد الكيمائية التي تملئ المعلبات والمأكولات المحفوظة فنجدها في القرية اكثر فساداً لان حفظها يتم بأسؤ الطرق.
نهرب من الخمول والكسل واذ بناء في القرية نجد ان الناس تركوا اعمالهم واستطابو النوم في الضحى واحبوا السهر إلى انصاف الليالي.
نهرب من تخلخل البنية الاجتماعية في المدينة وعدم تعارف الناس فإذ بنا في القرية أكثر غربة لان المحبة والالفة تحولت إلى عدوات وأحقاد لها أول وليس لها أخر فقد تفككت الروابط الاسرية واصبح التباغض والعداوات سمة من سمات القرية وهي لم تكن كذلك 00نبحث في القرية عن الاكل الطبيعي المكون من منتجات القرية الطبيعية فإذ بناء نجد ان كل شيء مستورد ولم يعد هناك اكتفاء ذاتي او شبه ذاتي بل أصبح الحليب من العلب والسمن من التنك والدقيق من استراليا والعصير من البودرة.
صدقوني أنني عندما أهرب من المدينة إلى القرية أحاول أن اقنع نفسي بأنني في كابوس مزعج ولست في القرية الطيبة الحالمة النظيفة التي كانت.
أول ما يصدم القادم إلى القرية جبل من القمائم المبلولة بالقاذورات في مدخل القرية وأسأل من اين كل هذه القمائم وكانت القرية لا تعرف شيء اسمه قمامة.
كان اجمل قمامى في القرية هو مخلفات الحيوانات التي يحرص على جمعها المزارع حرصاً شديدا ويحفظها كما يحفض الحبوب التي يأكلها لان هذه القمامة هي السماد الذي يغذي به مزرعته وكلما زادت هذه القمامة يفرح بها المزارع الذي يحملها على ظهره ويوزعها على حقوله بكل حُب... هذه القمامة الجميلة اختفت وحل محلها قمائم من اكياس البلاستيك والحفائض المتنوعة والعلب الحديدية الفارغة وأواني البلاستيك المكسرة والاحذية البلاستيكية المقطعة وبقايا عجلات السيارات المحترقة وبهذا تحولت القرية إلى مقلب للقمامة.
تبحث في القرية عن المحبة التي كنت تعرفها وعن التسامح الذي كنت تلمسه وعن التكافل الذي كنت تلحظه في كل التصرفات وعن العادات الجميلة التي كانت خير دليل على المحبة مثل (الجايش) وهوتعاون جميع سكان القرية في حفر بركة ماء أو حمل احدى الطواحين الحجرية الكبيرة او التعاون في إقامة حقل جديد لاحد المزارعين فنجد الجميع والجميع هنا بمعنى الكلمة لجميع موجودين في ذالك الجايش ويعملون في اليوم الواحد ما لا يمكن ان يعمله شخص لوحده طوال العام -تسمى العانه- من المعاونه او المساعدة وتسمى(الجايش) من الجيش وهو العدد الكبير من الناس.. تبحث عن هذه المعاني الجميلة فإذا هي معدومة بل ان الجيل الموجود الآن لا يعرف عنها شيء على الاطلاق... أي والله هناك جيل كامل لا يعرف عن هذه الافعال الحميدة أي شيء ولذلك فقد انتهت روح الجماعة بين أفراد المجتمع في القرية وتفتحت روح (الاناء) حتى طغت على جميع نواحي الحياة.
شيء يحز في النفس ويدخل الحزن إلى اعماق قلوبنا نحن الذين شاهدنا موت القرية وانبعاث مسخ جديد ليس مدينة وليس قرية لان مقومات المدينة والتمدن غير متوفرة اللهم الا اذ اعتبرنا ان تحول المجتمع من مجتمع منتج إلى مجتمع مستهلك دليل على التمدن.
ان اغلب سكان القرية اصبحوا جدارين- ملتصق بالجدار- واصبح ما يصل اليهم من المدينة هو المحرك لهم بعد ان كانوا كخلية نحل لا تهداء ولا تنام وبعد ان كانت القرية هي التي تتولى تموين المدينة... لقد حاولت أن أقدم وصف فقط لما كانت عليه القرية دون تدخل مني وحاولت كتابة الكلمات الدارجه كما هي ويؤسفني عدم قدرتي على ضبط هذه الكلمات
(تشكيلها) لأنني لست ضليعا باللغة العربية- للأسف الشديد- اولاً ولصعوبةالطباعة المشكلة ثانياً وحاولت تفسير هذه الكلمات المتداولة بقدر استطاعتي وفي نهاية الكُتيب حاولت جمع هذه الكلمات الدارجة وغيرها من الاسماء المستخدمة في القرية والتي تعتبر غريبة بالفعل لعلي اجد احداً من الناس يدرس هذه الكلمات وغيرها كثيراً ويعرف مصدرها ومن اين جاءت خاصة وان القرية التي أ تحدث عنها لها لهجة تختلف اختلاف كامل عن لهجة قرية تبعد عنها حوالي كيلو ونصف الكيلو وتختلف عن لهجة محلات اخرى فلكل محل وكل قرية لهجة ونبره في الصوت مختلفة بشكل عجيب عن ما حولها00 بل حتى فنون الرقص والغناء تختلف من قرية إلى أخرى.
لقد كنت أنوي اضافة ما يلي إلى هذا الكتيب:
‌أ- الابيات الشعرية التي تغني بها النسوة عند ذهابهن لاحضار الماء او العلف او الطعام وهي ابيات جميلة ومعبرة ويوجد كم هائل منها لدى النسوة الكبيرات في السن.
‌ب- الاهازيج التي يقولها المزارعون في المزارع ولكل فصل من فصول الزراعة اهازيجه المخصصة.
‌ج- القصص التي كانت لامهات تحكيها لاطفالها عند النوم وكذلك الاغاني التي كانت تغنيها لاطفالها قبل النوم.
‌د- الاشعار التي كانت متداوله بكثرة لبعض شعراء تلك القرية وطبعاً أي شخص سوف يقراء كلامي هذا سيقل فعلاً لو انك اتيت بكل هذا الكان لكتابك قيمة افضل من قيمته حالياً (هذا إذا كان له قيمة) وانا اعرف ذلك ولكني وجدت انه لو اصريت على اخراج كل ذلك لما خرج هذا الكتاب على الاطلاق لان متابعة تلك الاعمال بحاجة إلى تفرع ومتابعة وبقاء في القرية شهوراً وهذا بالنسبة لي شيء مستحيل لأن العين بصيرة كما يقال والجيب فارغ كما أقول فالتفرغ لهذا العمل بحاجة إلى اكتفاء مادي على الاقل يكون الإنسان أمناً في مسكنة وغير مستأجر لمأوى رأسه ولذلك فقد فضلت اخراج هذا الجهد الاعرج على ان لا يخرج للنور لعله يكون حافزاً لاي كان لان يكتب بشكل اكثر عمقاً واكثر شمولاً قبل ان نفقد كل شيئ (وقد اوردت بعض النماذج من بعض ما ذكرت سابقا للعلم والأحاطة).
ان فقدان ذاكرة ا لمجتمع تعتبر كارثة محققه وذاكرة المجتمع تتمثل في العادات والتقاليد المتوارثه ابا عن جد ويتمثل في حفظ الموروث لثقافي الشفهي الذي يكاد يضمحل وحفظه يتم من خلال تسجيل دقائق الحياة التي كانت حتى لا نفقد ارتباطنا بالماضي وبالتالي ارتباطنا بالمستقبل لان الماضي هو القاعدة التي ننطلق منها إلى المستقبل والحاضر هو القطار الذي نتحرك عليه.
ان سؤال أي خريج جامعة عن اسماء ثلاثة من قادة الثورة (على سبيل المثال) يعني لغز كبير محير بالنسبة له فما بالك بسؤله عن مواسم الزراعة وعن كيفية حياة والده وجده بل وابيه وهذا هو ما نعاني منه لا اننا بحاجة إلى تسجيل كل شيء ثم بعد ذلك سيتم غربلة ما تم تسجيله وحفظ المفيد والتخلص من غير المفيد.
قد أحاول متابعة الكتابة عن المغترب الذي كان دافعاً لكتابة هذا الكتيب ولا اعلم كيف سأكتب وهل سأكتب عنه أم عن ما حوله وأتركه لغربته الازلية.

عبدالله علي النويرة
صنعاء 24/7/2001م

انني اقدم الشكر الجزيل لمعالي الأستاذ الكتور/عبد العزيز المقالح الذي تفضل وكتب مقدمة لهذ الجهد المتواضع وكان لموافقته على الأطلاع عليه وتصديره الأثر الكبير الذي حفزني على طباعته بالرغم من صعوبة تحقيق ذلك فقد مر على أكمال هذا الكتاب سنتين فترت فيها عزيمتي عن طباعته ولكن تفضل الدكتور عبد العزيز المقالح جعلني اعاود محاولة اصداره فله الشكر الجزيل 0
25/6/2004
النويــــرة
مـا قبــل البدايــة
في اليمن هناك أسماء عجيبة تم اختراعها من الواقع المعاش ومن هذه الأسماء اسم (عزلة) فقد أطلق هذا الاسم على أصغر وحدة إدارية(حيث تتكون من مجموعة قرى ومحلات) منعزلة عن بقية الوحدات القريبة منها فكانت اسم على مسمى وفي الغالب هناك محلة كبيرة (قرية) تكون عاصمة لهذه العزلة.
ولو أن المحلات (جمع محل)في واقع الحال مستقلة ومنعزلة عن ما يجاورها من المحلات… (وهي القرى الصغيرة التي لا تتعدى عدة منازل متجاورة ويسكنها أفراد من أسرة واحدة و أبناء عمومة في الغالب) .
يرتبط المحل مع القرية الكبيرة من خلال وجود الشيخ في القرية التي تمتاز في الغالب بوجود عدة بطون فيها أي أنها تمتاز عن المحلات بتعدد الأصول فالقرية الكبيرة تتكون من عدد كبير من الأسر غير المتقاربة في النسب ولو أنها مختلطة بالتزاوج فيما بينها لكن كل أسرة تحاول أن تحافظ على نفسها من الذوبان في الأسر الأخرى .
وفي الغالب هناك أسرة كبيرة مهيمنة على القرية وبالتالي على العزلة ككل وقد توجد اكثر من أسرة منافسة للأسرة الكبيرة تحاول السيطرة أو على الأقل أخذ قسط أكبر من النفوذ ... بل قد تتفرع الأسرة الكبيرة فيحدث انقسام فيما بين أجنحتها المختلفة داخل الأسر نفسها وغالباً ما يحصل التوحد بين هذه الأسر بعضها ببعض عند ظهور أي عدو خارجي من المحلات أو القرى أو العزل المجاورة فينسى أبناء القرى خلافاتهم ولو إلى حين ليتفرغوا للخطر الخارجي الذي يهدد مزارعهم أو مراعيهم أو يحاول السيطرة على مورد مائهم فإذا انتهى الخطر الخارجي عادت الخلافات الداخلية للظهور من جديد وكأنها كانت في حالة كمون أو بيات شتوي.
العزلة وحدة واحدة أمام الخطر الخارجي وكذلك القرى والمحلات وكانت العزلة في فترة ما قبل ستينات القرن العشرين وهي الفترة التي أتحدث عنها تعيش في رتابة تصل إلى درجة الملل لا جديد ولا تجديد الاكتفاء شبه ذاتي وطلبات المعيشة قليلة لا يوجد كماليات00 والعزلة وحدة واحدة في عمل سكانها وكيفية حياتهم ومعيشتهم… تتشابه … الأفراح وكذلك الأحزان … يعيش البشر وكأنهم أصنام تتحرك … يبدأ اليوم لدى الجميع بعد صلاة الفجر وقبل شروق الشمس في الغالب الكل يصحو باكراً الرجال إلى مزارعهم التي تكون بعيدة عن القرية أو حولها … بعضهم يحتاج إلى ان يمشي اكثر من ساعة قبل أن يصل إلى مزرعته التي تكون في اسفل الجبل ويبدأ بالسفر بعد صلاة الفجر ويحمل فوق ظهره (حزبه) وهى وعاء من الخوص على هيئة زنبيل كبير به علاقيات يدخل يده فيها ويتم تثبيتها على كتفيه… بداخلها (كوز ماء) من الفخار أو زمزمية حديد مغطى بكيس مبلل من الخيش وقد يحمل على ظهره (قنم) وهو أيضاً وعاء من جلد البقر يوجد في وسطه علاقات يتم تثبيتهما في كتف الرجل وإلى جانب الماء هناك قطع من الخبز المعد من اليوم الأول وقد يكون من (اللحوح) حسبما هو متوفر في المنزل … الزراع الميسورون يحملون معهم إناء لعمل القهوة عند الظهيرة وقت الغداء وقد تكون القهوة من قشر البن أو من نباتات أخرى حسبما هو متوفر فليس كل مزارع يستطيع الحصول على القشر.
يظل المزارع يعمل في الحقل حتى يشاهد الشمس تميل نحو الغروب فيأخذ أمتعته ويبدأ رحلة العودة إلى محله أو قريته وغالباً يصلي المغرب في الطريق ويعود والظلام دامس يغطي منازل القرية ويشاهد الأنوار الخافتة تظهر من الشبابيك ،هذه الأنوار صادرة عن فوانيس تعمل بالقاز أو مسارج صغيرة تصنع محلياً تسمى تنكة عبارة عن علبة مثل علبة الفول ولها غطاء وفي وسط الغطاء فتحة تخرج منها (ذبالة) وهي عبارة عن خيط قطني سميك يسحب (القاز) من أسفل العلبة لكي ينير رأس الذبالة ونوره يشبه نور الشمعة السميكة والقاز هو (الكيروسين).
يصل المزارع إلى منزله ويذهب فوراً إلى المسجد ليصلي العشاء إذا لم يتأخر عليها لأن الفارق بين صلاة المغرب والعشاء حوالي نصف ساعة أو أكثر قليلاً ثم يدخل إلى بيته ليتناول طعام العشاء وهو طعام بسيط مكون من قطعة خبز مع قليل من (الرائب) وهو اللبن المخمر المنزوع منه السمن بطريقة (الخض) المستمر للحليب الذي تم تجميعه من اليوم الأول في إناء من الدباء الكبير الحجم (دبيه) .
في معظم الأحيان يجد أن الأطفال قد ناموا لأنهم طوال النهار في عمل مستمر بين الشمس، ثم ينام وهكذا اليوم الثاني وكل يوم على نفس المنوال حياة رتيبة ، ويوم الجمعة هو اليوم المميز فالمزارع لا يذهب إلى الحقول البعيدة بل يذهب إلى الحقول القريبة الموجودة حول القرية.
هناك فئة من المزارعين يسمون (المثالثين)وهؤلاء يأخذون قطعة أرض من المزارعين الكبار يزرعونها طوال العام فإذا جاء وقت الحصاد يأخذوا ثلث المحصول لهم والثلثين لصاحب الأرض مع العلم أن أكلهم طوال العام هو في بيت صاحب الأرض… المزارعون الملاك تختلف حياتهم قليلاً عن حياة المزارعين (المثالثين) أو المزارعين المستأجرين فهؤلاء الملاك لديهم وقت اكبر يقضونه عند أولادهم وبين أسرتهم ونجدهم يذهبون في الصباح إلى الحقول القريبة لتفقدها أو يذهبون إلى مزارع القات ليجمعوا منها حاجتهم وقد يبيعو جزءاً من إنتاج القات ثم يعودون في الظهيرة إلى منازلهم ويتناولوا غداءهم مع أسرتهم ثم يذهبون إلى(الديوان) ليتناولوا القات بعد صلاة العصر وفي الغالب اولادهم يحضون بتعليم القرآءة والكتابه في المكتب (المدرسة) ولكن لابد لهؤلاء الأولاد من ان يشاركو بأعمال الزراعة بطريقة أو بأخرى وليس هناك مجال لكي ينعموا بالراحه المعروفة الآن لدى أولاد ألأغنياء وليس هناك مجال للترف لديهم ولكنهم افضل حال من غيرهم من ابناء المزارعين وهي هنا افضلية نسبية على كل حال وغالبا ابناء الملاك يمارسون الأعمال الزراعية بأيديهم ويتولون الأشراف على سير العمل في المزارع المؤجرة… هذه الفئة تمتلك مزارع كثيرة مؤجرة وغالباً يوجد لدى بعضهم متاجر بها الاحتياجات الضرورية لأهل القرية و المحلات المتجاورة .
والتجار في القرية يعدون على أصابع اليد لأن الاحتياجات قليلة والقوة الشرائية بسيطة لدى المزارعين وفي غالب الأحوال يتم البيع والشراء بطريقة المقايضة فالمزارع يحضر كمية من الحبوب (الذرة ، الدخن) للتاجر الذي يعطيه مقابلها ما يحتاج إليه أو يقرضه حتى يبيع احد الحيوانات او حتى وقت الحصاد.
كما قلت هناك شبه إكتفاء ذاتي لأهل القرية والموجود في الدكان هي أشياء قليلة منها (القاز) وهو الكيروسين الذي يوضع في الفوانيس أو التنك أو النوارة للإضاءة لمدة ساعة أو ساعتين على أكثر تقدير بعد المغرب ويلي الكيروسين في الأهمية الملح الصخري فلا غنى لأي منزل عن وجود الملح0 و(القاز) يتم جلبه فوق الجمال والجمل يحمل صفيحتين في كل جانب أي أربع صفائح في كل حملة من الصفائح الحديدية سعة عشرون لتراً يجلب من ألأسواق المجاورة وتصل هذه الصفائح إلى الأسواق قادمة من الميناء والصفائح عليها رمز الغزال وهو رمز شركة النفط اليمنية التي تحتكر استيراده من الخارج0 المزارع يشتري (قاز) ببقشه أو نصف بقشه أو بما يقابلها من الحبوب المتوفرة لديه .
أما الملح فإنه يتم جلبه من الأسواق المجاورة للعزلة والتي بدورها تجلبه من مقالع الملح الصخري في منطقة الصليف وهو غالي السعر لأن كمية ما تحمله الجمال من الملح قليلة لأنه ثقيل وهناك أكثر من وسيط بين منطقة استخراج الملح ووصوله إلى يد المستهلك وكلما زاد عدد الوسطاء زاد ارتفاع سعر السلعة .
السلعة الثالثة المتوفرة لدى التاجر في القرية هي (النبات) وهو السكر الذي يتم غليه وتحويله إلى قطع صلبة صفراء او بيضاء اللون والقرية لم تكن تحتاج إلى كمية كبيرة منه لأن معظم السكان يستخدمون قهوة القشرة بدون سكر وعند تواجد السكر في الأسواق تم تسميته في القرية باسم (المحبب) نسبة إلى أنه كان على هيئة حبوب بلورية كبيرة وفي الغالب كان الذين يشترون (النبات) أو (المحبب) هم المزارعون الملاك وفي المناسبات مثل الأعياد أو الأعراس وغيرها من المناسبات القليلة جدا التي كان يضطر المزارع لشراء مثل هذه الأشياء الغالية الثمن التي لا حاجة لها في نظره .
السلعة الرابعة الموجودة في دكان القرية هي الأقمشة وهي نوعان للرجال وللنساء والرجال لهم قماش ابيض سميك يسمى المراكني يشبه في قوته الجنز (مع الفارق) وقد يكون أبو تفاحة وهو قماش اكثر بياضا واكثر نعومة من المراكني ويشتريه في الغالب المزارعون الملاك لأنه اكثر غلاء من (المراكني) وهناك خياطون في القرية يقومون بخياطة هذه الأقمشة بأيديهم على هيئة (مدرعة) وهى قميص بكم وياقة مفتوح في أعلى الصدر أما اسفل الجسم فلا يحتاج إلى خياطة لأنه عبارة عن (مئزر) يتم لفه على اسفل الجسم ويثبت في الوسط بحزام من الجلد أو من القماش العادي ولا يوجد سروال لدى الرجل .
وقد يشتري الأغنياء من سكان القرية قماش مخطط يسمونه قلمي فيصنعون منه زنه (وهي الثوب الطويل الذي يغطي الجسم كله) وهم اقلية يعدون بالأصابع أما تكملة الملابس للرجال ففي الغالب تجدانهم يلبسون في وسطهم سكين كبيرة داخل حزام يسمى (الخوص) ويكون حادا وقويا ويستخدم للحماية وللانتفاع به من خلال قطع أي شي يحتاج إلى قطع أما ملاك الأراضي من المزارعين وعاقل القرية وشيخها فلديهم جنابي مع أحزمتها وهم بذلك يتميزون عن غيرهم من المزارعين .. الملابس كان يتم شراءها في موسم سنوي هو عيد الفطر المبارك ونفس الملابس تستخدم في عيد الأضحى ثم تستخدم بقية العام حتى يأتي العيد الثاني وقد لا يتمكن القروي من شراء ملابس لعدة سنوات فإذا تقطعت الملابس يتم ترقيعها(ولبدها) بقطعة قماش أخرى حتى تستمر في الصمود.
قد يقوم بعض الناس بغسل هذه الملابس مرة في الشهر وقد يكون يوم جمعة حتى يذهب للصلاة وهي نظيفة وهي نظافة نسبية.
ليس هناك ملابس خاصة بالعمل وملابس أخرى خاصة بالراحة والنوم فالقطعة من الملابس تلازم لابسها حتى تتقطع تماماً بفعل عوامل الزمن .. طبعا المزارع تمتلئ ملابسه بالأتربة يومياً وكذلك تمتلئ بالروث (مخلفات الحيوانات) عندما يأخذ هذه المخلفات بين (الحزبه) و هي وعاء من الخوص لها(مسادل) علائق تثبت خلف الظهر وذلك لتسميد الزرع بهذا السماد الحيواني وقد يحمل فوق ظهره الرماد ويذهب به إلى المزرعة كسماد عضوي جيد وكل ذلك فوق نفس الملابس التي تصبح سمة مميزه له وغالبا هي تفقد لونها الأصلي بفعل تقادم الزمن عليها أحيانا تصبح الملابس صلبه تشبه الجلد الناشف وكأنها مصنوعة من خشب وليست قماش.
أما النساء فإن لهن ملابس ملونه ومزركشة وتاجر القماش يخترع أسماء محليه للقماش فهذا القماش اسمه (سامر نصف الليل) والثاني (دغنني إلى الصبح) بمعنى (دغدغني) والثالث (ضوء القمر) وهكذا واكثر الأقمشة رواجا هي ما كان اللون الغالب فيها هو اللون الأصفر … وكان هناك خياطون يدويون يقومون بتخييط هذه الملابس على هيئة (جلايه) وهي قميص واسع فضفاض والكم فيه واسع وتقوم المرأة بتجميع مقدمة الجلاية وربطها على جانبيها بحزام السروال المربوط بإحكام في وسطها ويبقى خلفها على هيئة مثلث رأسه لأسفل وقاعدته في وسطها أما السروال ويسمى(الرقعة) فهو من القماش المتين وفي الغالب قماش يكون مخطط ابيض واسود بخطوط متوازية ويتم تفصيله واسعا من أعلاه ويربط وسط المرأة بواسطة قطعه قماش يتم إدخالها في أعلى السروال ويتم لفه عدة لفات في وسطها ويصعب فكه لأنه يكون معقود بإحكام والمرأة مثلها مثل الرجل تحصل على الملابس في العيد أو عند زواجها تحصل على قطعتين من الملابس وهناك بعض النساء يكون لديها (زنة) وهي الثوب الضيق الذي يكون على مقاس المرأة وهو غير عملي لزوجة المزارع لأنه لا يمكن رفعه من الأمام ويعيق حركتها في العمل ويحمل كمية كبيرة من الأشواك التي تعلق به في الحقول ولذلك لا تحبذه كثير من النسوة.
هناك قماش أخر يسمى القميص وهو قماش اسود بالكامل يتم تطريزه حول الرقبة والظهر و الصدر وهو خاص بالنساء الكبيرات في السن واللائى مات أزواجهن ويلبسنه بقية حياتهن حداد على الزوج ونجد انه تحول من اللون الأسود إلى اللون البني من كثرة الاستعمال والفتيات الشابات يقمن بلبس ملابسهن في الصباح بشكل مقلوب أي الداخل للخارج ثم في العصر وقت الراحة واجتماع النسوة تعيد وجه الملابس للخارج بعد أن تكون قد ملأتها بالهرد الأصفر والطيب وأما الرأس فهناك غطاء للرأس يسمى (المصر) وهو منديل مربع يتم طيه على هيئة مثلث يلف به الرأس كاملاً ويتم إظهار أطراف الشعر المضفور من تحت هذا الغطاء في منطقة الصدغين زيادة في التجميل لن أستمر في وصف الملابس ولكن سوف أعود إلى ذلك عند الحديث عن الأعراس في القرية.
أما السلع الأخرى الموجودة في الدكان فهي بعض أنواع العلب مثل الحليب أبو ولد ويشتريه الموسرون من المزارعين إذاً (نجب الحليب) البقرة وهي حالة نادرة على كل حال ويوجد في الدكان قليل من الزنجبيل والقرفة والفلفل الأسود وهيل بكميات قليلة جداً وأكثر ما هو موجود هو (الهرد) الأخضر واليابس لأنه المادة التجميلية الوحيدة للنساء فيقمن بسحقه وطلاء وجوههن وأجسادهن به ليصبح الجسد والوجه أصفر وقد يقمن بصبغ جزء من وجههن بالهرد من عند آذانهن مرور بالخد والدقن حتى الأذن الثانية على هيئة شريط جميل وذو لون أصفر فائح وليس هناك دكان لبيع الخضراوات أو الفواكه على الإطلاق بل لا حاجة لمثل هذه الأشياء فالمزارع لا يعرف عن البطاط شيئاً وكذلك الخيار أو غيرها وقد يزرع (الطماطيس) في (حقبة) وهي مزرعة صغيرة بجوار البيت ولا يحتاج إليها كثيراً لأن الأكل لديه محدود النوعية ولا يتغير ولا يتبدل بتغير الأيام والسنين. وفي أيام المواسم قد يحصل المزارع على بعض أنواع الفواكه من مزرعته مثل عنب العظام (وهو الاسم المحلي (للمانجو) أو (عنب الهند) (الباباي) وهناك ثمار محلية لا توجد سوى في تلك المناطق مثل ثمار أشجار (اللبخ) وهي أشجار ضخمة وثمارها تشبه في الشكل الكمثرى ولكنها أصغر حجماً وهنالك أشجار برية تسمى (التمار) وهي ثمار تشبه ثمار السدر ولكنها أكثر حلاوة.
في الدكاكين القليلة الموجودة في القرية المعروضات أشياء قليلة وبكميات قليلة كما قلنا ويأتي أصحاب المحلات الصغيرة يوم الجمعة إلى القرية الكبيرة لشراء احتياجاتهم منها ولصلاة الجمعة لأن الجمعة لا تقام في المحلات لصغرها وعدم توفر نصاب صلاة الجمعة وهو أربعين مصلياً حسب بعض المذاهب سوف أستمر في سرد أعمال الرجال في القرية فهناك فئة (الخمس) وهم الجزارون والحلاقون وهؤلاء لهم مجتمعهم الخاص وليس لديهم حقول زراعية فعملهم هو خدمة المزارعين (القبائل) ويقومون بذبح المواشي على فترات متقطعة وقد يكون يوم الجمعة من كل أسبوع كما يتولون الخدمة في الأعراس والمآتم ويقومون بعملية حلق الرؤوس بالمقص على هيئة خطوط متوازية فيبقى الرأس كأنه مدرجات زراعية وبعضهم يفضلون الحلق بالموس الذي يكون مملوء بالصدأ ولا ينتهي من عملية حلق الرأس إلا وقد امتلأ بالدماء ومع ذلك لا يحصل أي تلوث ولا أعلم لماذا فالموس الذي يحلق بها في الغالب مملوءة بالصدأ ويحلق جميع رؤوس أصحاب القرية ولكنه لا يلوثها (الموس عبارة عن سكين حادة وليس كالأمواس التي يتم رميها بعد الاستعمال).
هذه الفئة لا يؤخذ منها أي ضرائب أو أي زكاة وتحصل على معيشتها من القبائل الذين يعطونهم عند تجميع المحاصيل ما تجود به نفوسهم ولا يستطيع أي شخص أن يمتنع عن إعطائهم نصيبهم من الذرة عند صرابها لأن ذلك عيب وهذا مقابل الخدمة طوال العام .. هم مندمجون في الحياة اليومية لكن لا يحق لهم الزواج من القبائل أو تزويج القبائل على الإطلاق ومن العيب الاعتداء على (الغويدي) وهذا لقبهم في تلك القرية ولا أعلم من أين جاء هذا اللقب لهذه الفئة لأن آل الغويدي في كثير من المناطق قبائل أو سادة وأكثر ما يظهر اندماج هذه الفئة من السكان مع غيرها في المجتمع النسائي فالاختلاط والتزاور لا يفرق بين الطبقات والتكافل الأجتماعي هو السائد.
أما الفئة الأخرى التي تسكن في القرية فهم اليهود … نعم اليهود لهم وجود في هذه القرية وفي بعض المحلات المجاورة وهذه الفئة تحتكر أهم الأعمال وهي الحرف التي يحتاج إليها السكان فأعمال الحدادة والنجارة بأيديهم وكذلك أعمال صناعة الفضة ويكسبون مبالغ باهظة من أعمالهم وهم يعيشون في بحبوحة من العيش داخل منازلهم والآخرون يكدون ويعملون في حرارة الصيف وزمهرير الشتاء بينما اليهود يجنون ثمار تعبهم وهم وسط أولادهم فالمفارس والمحاريث والفؤوس أشياء لا غنى للمزارعين عنها بشكل يومي وكان اليهود يتقنون في صناعتهم ويغالون في ثمنها.
واليهودي في القرية محمي بحمى الإمام ويسهر على هذه الحماية شيخ القرية واليهودي لا يلبس سلاح وله (غرزان) أو (ضفيرتان) من الشعر على صدغيه يميزانه عن المسلم والاعتداء عليه هو عيب كبير لأنه تحت الذمة وكانوا ذو معشر لطيف خاصة مجتمع الأطفال لم يكن هناك تمييز بين الأطفال فالاختلاط هو السمة المميزة لهم أما فئة الكبار فكانوا منزويين في تجمعاتهم ولو أن الشباب دائما يتلصصون عليهم لمعرفة ما يحدث منهم من طقوس وعادات غريبة .. وكان يأتي إليهم حاخام كل أسبوع ليذبح لهم دجاجهم وأبقارهم ويجب أن تكون البقرة نحيفة هزيلة الجسم لأن الشحم محرم عليهم وكانوا يأخذون رئة البقرة وينفخونها للتأكد من أنها غير مريضة بالسل فإذا لم يتسرب الهواء عند النفخ فيها أكلوا من لحمها فإذا نفخوا الهواء داخل الرئة واتضح أن الهواء يتسرب منها فيتركوها للنسور لتأكلها وكم من طفل من أبناء القرية اختبأ وسطهم وبيده إبرة يقوم بضرب الرئة بالإبرة فيتسرب الهواء منها فيقول الحاخام (حرمت) ويرجمون بالذبيحة وهدف ذلك الطفل وغيره هو أن يشاهدوا النسور وهي تأكل تلك البقرة.
كان اليهود في القرية يعيشون عيشة هانئة ويدفعون ريال واحد فضية جزية للإمام وليس عليهم أي ضرائب أو زكاة ولذلك كانوا من أكثر فئات المجتمع اكتنازاً للأموال .. كانوا في المساء يجتمعون للرقص والغناء لأن أحوالهم ميسرة وليس عليهم أي أعباء كما أنهم لا يشتركون في الحروب التي تحصل بين القرية والقرية المجاورة لها فهم آمنون من أي اعتداء مهما حصل ويوم السبت لا يمكن أن يمارسوا أي عمل على الإطلاق حتى الآكل يقومون بتجهيزه من يوم الجمعة ويضلون طول يوم السبت يقرءون كتبهم بلغه غير مفهومه... إن أشكالهم وكلامهم لا يختلف بأي حال من الأحوال عن غيرهم من سكان القرية اللهم إلا تميزهم بزنار (الشعر المضفور) المتدلي من جانبي رؤوسهم وعدم لبسهم لأي سلاح.( )
أما نساء القرية فإن حياتهن تتميز بالعمل طول اليوم من بعد صلاة الفجر وحتى المساء ففي الصباح الباكر يذهبن إلى الحقول لجمع العلف للمواشي (البقر) من بين الحقول الزراعية وبعضهن يذهبن لجلب الماء من البئر الوحيدة الموجودة في أطراف العزلة وعلى مسافة أكثرمن ساعة ذهاباً وإياباً وقد تحتاج المرأة للذهاب لإحضار الماء ثلاث أو أربع مرات في اليوم الواحد وهي تحمل فوق رأسها تنكة من الزنك سعة عشرين لتر وكم امرأة تذهب إلى بئر الماء ولا تكاد تصل إلى منزلها إلا بشق الأنفس وإذا بها تتعثر وتسقط تنكة الماء بعد كل ذلك الجهد الذي بذلته والعناء الذي واجهته .. عند عودة المرأة من الحقل المطلوب منها سرعة تغذية البقر والأولاد وهز الحليب المتخمر الذي يتحول إلى لبن رائب بعد فصل السمن منه بعملية الهز المستمر والمطلوب منها طحن الحبوب فوق (المرهاء) وهي طاحونة من الحجارة وفي وسطها (القطب) وهو خشب يوضع في وسط القرص الأسفل من الطاحونة ويتم إدخال القرص الأعلى الذي يوجد به فتحة في وسطه ليدور حول ذلك القطب والقرص العلوي للطاحونة يوجد به يد خشبية في طرفه تمسك به المرأة وتقوم بتحريكه على هيئة دائرية بيدها اليمنى بينما تقوم بتلقيم الحبوب بيدها اليسرى ويتم إدخال الحبوب من وسط القرص الأعلى بجوار القطب الخشبي وبعد ذلك تقوم بصنع الخبز من ذلك الطحين وتقوم بعمل نوعين من الخبز النوع الأول (اللحوح) وهو عبارة عن خبز رقيق السمك جداً ويكون مملؤ بالفتحات نتيجة لخروج فقاعات الهواء الموجودة في العجين المخمر من اليوم الأول وهذا يستخدم في أكل المساء والصباح وقليلاً منه في الظهيرة أما النوع الثاني فهو الأقراص أو الفطير للغداء والفرق بينهما أن الأقراص تكون العجينة مخمرة بينما الفطير يكون غير مخمر .. بعد أن تكمل عملية تحضير الأكل يكون الوقت ظهرا وقد حضر الأولاد من المراعي أومن المكتب والزوج من الحقل إذا كان قريباً من البيت ويحضر الشقاة (العمال والمثالثين) لتناول طعام الغداء ثم تقوم المرأة بتجهيز نفسها لكي تزور الجيران أو المرضى من نساء القرية وذلك بأن تحاول تجهيز (جمنة) قشر وتضع فيها قليل من (النبات) أو من المحبب (سكر) وتأخذ لها مجموعة من الرياحين المختلفة تضعها تحت ياقة قميصها وتحت أذنها بحيث يظهر معظم تلك الباقة للخارج نحو خدها وقد تلبس بعض من القطع الفظيه في أذنها وفي يدها وقد تلبس خاتم فضي ضخم في أصابعها.. تبقى في المقيل حتى يقترب المغرب فتعود إلى بيتها وتقوم بإدخال الأبقار من الحوش إلى السافل (الغرف السفلى من البيوت تسمى سوافل وهي مخصصة للبقر والمواشي) وتكون قد قامت بإخراج الأبقار في الصباح وقبل ان تدخل الماشية والأبقار تكون قد (مزنت) تحت الحيوانات أي قامت بتنظيف مخلفات الأبقار أو قامت بوضع طبقه ناشفة من الحشائش والأتربة فوق المخلفات حتى تدخل الأبقارومكانها غير متسخ او على الأقل ناشف .. وتقوم المرأة بحلب الأبقار مرتين في اليوم ففي الصباح تقوم بحلب الأبقار وكذلك في المساء وتقوم بتخمير معظم الحليب وتحوله إلى رائب وتقوم بإخراج السمن من الحليب وجزء من الحليب يتم استهلاكه مع وجبة الظهر.
في المنزل يوجد ورشة عمل متكاملة لأعمال البيت فهناك الموقد وهو إناء من الحديد توضع به النار وفوق النار توضع عده جمنات بأحجام مختلفة وتوضع (البرمه) وهي إناء من الفخار مبروم الشكل أسفله وأعلاه ضيق ووسطه منتفخ يطبخ فيه اللحم الذي يكون ذو رائحة نفاذه وعلى مسافة بعيده يمكن أن تشم رائحة المرق الزكية لأنها نادرة أولا ولأن الحيوان المذبوح يأكل غذاء نقي ونضيف وبلدي كما يقولون.
ولا يخلو الأمر من متاعب لربة البيت فالأشياء قليلة والمطلوب منها أن تكون قادرة على تدبير أمرها بما هو موجود وما هو موجود قليل فتقوم بعمليه التحايل من خلال زيادة نسبة الماء مع اللبن الرائب ومع الحليب و مع المرق وطبعا لا يتم بيع أي شي من هذه الأشياء المهم أن تكتفي الأسرة وهذا اكبر مكسب وعندما تقوم المرأة بصنع القهوة من قشر البن فإنها تبقى القشر داخل الجمنة طوال النهار فإذا انتهى شرب القهوة تملأ الجمنة بالماء وتبقيها فوق النار وهكذا حتى تمتص رحيق القشر إلى النهاية وتقوم اليوم الثاني بإخراج بقايا القشر في إناء وتعطيه للبقرة حتى لا يذهب سدى.
والمطلوب من المرأة أن تقوم بتوفير الحطب الذي يستخدم بشكل هائل في عملية الطبخ والخبز وكنار فوق المداعة التي تشغل حيز مهماً في بعض المنازل وأحيانا تستخدم طوال النهار و المطلوب منها توفير أعلاف الحيوانات والماء للشرب ولاغتسال وشرب الحيوانات وكل ذلك من أماكن بعيدة في الغالب وليس هناك حجاب للمرأة فهي تغطي كامل جسمها بملابس فضفاضة وتلبس سروال طويل إلى الكعبين وتغطي رأسها بمنديل على هيئه قبعة أما الوجه والكفين والقدمين فمكشوفات وهذا يتناسب مع البيئة التي تعمل فيها كما أن الأشغال الشاقة التي تمارسها لا تترك لها مجال كبير للزينة أو محاولة اللهو واللعب فهي في عمل متواصل منذ فجر اليوم وحتى وقت العشاء وتأوي الى النوم وقد أنهك التعب قواها وتصبح وهي نائمة كالجثة الهامدة من الإرهاق.
ليس هناك مبالغة في هذا فالجبال التي تتحرك فيها المرأة جبال شاهقة والمسافة التي تقطعها مسافات بعيده والأحمال التي تحملها المرأة فوق رأسها أحمال ثقيلة سواء أكان علف للماشية أو حطب للموقد أو ماء الشرب ولمسافات عبارة عن تسلق للجبال صعودا و هبوطا وبشكل يومي والذي يساعد على إنهاك المرأة هو سوء التغذية فليس هناك تنوع في الأكل والعناصر الغذائية في الأكل الموجود ناقصة .
والمرأة تأخذ نصيبها من الإرث في الغالب وتورثه لأولادها والمرأة القروية في الغالب ولوده ومعظم النساء تحمل كل سنتين وقد تتكرر الولادات لدى الكثير منهن عشر مرات أو اكثر…الكثير من الأطفال يموتون في المهد لأسباب كثيرة إلا أن الأمراض الوبائية هي التي تحصد الكثير منهم وفي أعمار مختلفة .. فالجدري والحصبة والطاعون (الكوليرا) والسعال الديكي والسل ومرض دودة غينيا والملاريا كلها أمراض موجودة ومستوطنة لا يكاد يخرج مرض منها حتى يعود وهناك اسر كاملة كانت تنقرض بفعل أحد الأمراض المعدية والمرأة اكثر عرضة للأمراض بسبب ضعف بنيتها وكثرت الولادات وسوء التغذية فإذا علمنا أن المرأة طوال حملها تظل تمارس معظم الأعمال التي تمارسها قبل حملها فإننا نعلم مقدار ما تعانيه المرأة لأنها قد تضع حملها وهي تمارس عملها في الحقول خارج البيت.
ونساء القرية يعملن بشكل تعاوني إلى درجة كبيرة فتجدهن عند الذهاب لجلب الماء يذهبن على هيئة مجموعات من ثلاث إلى عشر نساء معا وكذلك عند الذهاب لجمع الحطب من الأدغال والأحراش البعيدة جدا عن القرية تجدهن مجموعات متعاونة وفي الأفراح والأتراح تجد أن نساء القرية يجتمعن بشكل كبير ويتعاونين في إنجاز الأعمال في ذلك البيت الذي يوجد به مناسبة سواء زواج أو موت أو ولاد ولذلك فإن أصحاب المنزل يجدون أنفسهم محاطين بجميع أهل القرية فلا يشعروا بأي إرهاق.
أما الأطفال فإما أن يكونوا ذكورا أو إناث ولكل فئة منهم عمل مناط به .. ولكن الرعي قاسم مشترك بين الفئتين فالأولاد يمارسون مهنة رعي الأبقار منذ نعومة أظفارهم فمن سن الخامسة يكون الطفل مهيأ للقيام بالكثير من الأعمال الخارجية بعد أن يكون قد مارس الكثير من الأعمال المنزلية بمجرد قدرته على الفهم والحركة فليس هناك مكان لعاطل في القرية.
وهناك (مكتب) في القرية لتعليم الأولاد والبنات القراءة والكتابة وقراءة القرآن وقليلاً من الحساب وأقل من التاريخ ومدرس واحد هو فقيه تعينه الدولة وأهل القرية يدفعون له مبلغ زهيد على تعليم أطفالهم وكان (المكتب) أو (الكتاب) كما يسميه بعض الناس عبارة عن ديوان مستطيل وبه دكة مرتفعة يجلس عليها المعلم حتى يشاهد كل الجالسين في المكتب ويبدأ الطلاب بالوقوف بجانب الدكة ويقرأون الواجب الذي أعطي لهم من اليوم السابق فإذا أجاد الطلاب كان بها وإن لم يستطع قراءة الواجب أخذ علقة ساخنة وقاسية من المعلم الذي لديه مجموعة من العصي القوية التي يصعب كسرها.
والأسر القادرة فقط هي التي يذهب أولادها لتعلم القراءة أما المزارعون خاصة الموجودون في المحلات البعيدة عن القرية التي يوجدبها المكتب فإنهم لا يرسلون أولادهم للتعلم ويلجئون لرشوة الشيخ ليتغاضى عن عدم تعليم أطفالهم لأن التعليم كان إجبارياً بأمر الإمام والشيخ مسؤل عن متابعة الآباء الذين لا يرسلون أبنائهم إلى المكتب وكان الطفل يلتحق بالمكتب وعمره بين الست سنوات والعشر سنوات وكانت الأسر الكبيرة ترسل بناتها للتعلم ويوضعن في زاوية منفصلة من زوايا المكتب والطفل يذهب للدراسة صباحاً وبعد الظهر طوال الأسبوع ما عدا يوم الخميس فإنه يذهب في الصباح فقط ويوم الجمعة يوم راحة وفي كل يوم خميس يحضر كل طالب ما استطاع من بيته سواء بيض أو سمن أو حبوب أو زيت ويعطيها للمعلم وقد يعطى المعلم بقشة أو بقشتين (والبقشة هي عملة يمنية صكها الإمام) وكان قيمة الريال الفضي الفرنسي كما يسميه الناس (وهو عملة نمساوية يسمى ماري تريزا وكان صرف الريال أربعون بقشة) وكان الطلاب في المكتب يصطفون على هيئة صفوف بجوار بعضهم البعض كل صف يمثل مرحلة تعليمية فالصف السادس بالقرب من المدرس والخامس بعده وهكذا وهي دراسة كما قلت بدائية تماماً وليس هناك كتب بل كل طالب في المراحل الأولى لديه لوح من الخشب وعلبة بها تراب أبيض معجون بالماء ولدى الطالب ريشة من أنابيب الخيزران يغمس طرفها في العلبة ويكتب في اللوح وعندما يشاهد المعلم ما كتبه الطالب يقوم الطالب بمسح ما كتبه بكم قميصه الذي يصبح متصلب من كثرة الأوساخ .
أرضية المكتب (المعلامة) تراب ناعم من الطين والطلاب يجلسون على الأرض فلا كراسي ولا فرش والمدرس لديه فرش من حصيرة على الدكة المرتفعة .
وتتم عملية التلقين بصوت مرتفع سواء للقاعدة البغدادية في تعلم الحروف أو في تحفظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وغالباً الطالب الجيد في كل صف هو الذي يقوم بتحفيظ زملائه ومهمة المعلم هو أن يقرر أن الطالب قد حفظ الجزء المقرر من القرآن (قراءة نظرية وليس غيب)لأن الطالب بعد أن يقرأ كامل القرآن على المدرس يكون قد أنهى دراسته وفي نهاية كل عام يأتي مفتش من (القضاء) وهو الوحدة الإدارية الأكبر في الناحية والقضاء يتكون من عدة نواحي وغالباً يكون من السادة أي من الأسرة الهاشمية الحاكمة ويقوم بالاستماع للطلاب الذين قد انهوا مرحلة من مراحل التعليم ويكون ذلك تحت شجرة كبيرة وهو يجلس مع شيخ القرية فوق كراسي وآباء الطلبة خلفهم يجلسون على الأرض والطلاب أمامهم ينتظرون دورهم في تلقي الأسئلة من (الممتحن) وهذا هو اسمه الرسمي كل طالب على قدر المرحلة التي هو فيها ويكون السؤال الأول عن القرآن الكريم تلاوة ثم عن السنة المطهرة والسيرة النبوية الشريفة ثم التاريخ والجغرافيا والحساب وهي معلومات بسيطة جدا وهذا للمراحل المتقدمة وللطلبة الذين ختموا القرآن الكريم .. وبعد ذلك يتم عمل حفل تخرج للطالب الذي قد أنهى دراسته ويكون حفلاً جميلا حيث يقوم (الخاتم للقرآن)- وهو الطالب المتخرج- بركوب حصان ويطوف في شوارع القرية وسط الأهازيج والأفراح وتقوم أسرته بعمل وليمة كبيرة للطلاب والمعلم وأهالي القرية ويحصل المعلم على مكافئة مجزية من أهل الطالب الذين يكونون في الغالب من الفئة الميسورة لأن غير الميسورين من النادر أن يصلوا إلى هذه المرحلة فآبائهم يكتفوا بأنهم أصبحوا يقرءون ويكتبون وهذا يكفي لأن الحقول الزراعية فاتحة فاها وتحتاج إلى كم هائل من المزارعين والقراءة لا تؤكل عيش . الطفلة لها حياتها الخاصة المختلفة تماماً عن الطفل فهي منذ نعومة أظفارها تبدأ بممارسة أعمال المنزل بالتدريج حسب عمرها وابسط عمل تمارسه هو العناية بأخيها أو أختها الصغيرة ثم النظافة في البيت ثم جلب الماء من مسافات بعيدة وتأخذ إناء لجلب الماء حسب عمرها يتدرج الحجم حتى يصل إلى حجم التنكة عند عمر الثانية عشر وما بعدها وتتعود على جلب علف الماشية من المزارع وجميع الحطب من الأحراش والغابات البعيدة والطفلة تتمرن على كل هذه الأعمال بالتدرج وبمرافقة قريبة لها أو أكثر فهي ترافقهن في كل هذه الأعمال حتى تشب وتكبر والأسرة الموسرة تقوم بإرسال بناتها إلى(المكتب) لتعلم القراءة والكتابة وقراءة القرآن وطبعاً الفتيات اللائى يحضين بهذا هن قليل جدا

الأعمال الزراعية

لو عرجنا إلى مراحل الزراعة المختلفة فإنها تبدأ بمرحلة تسمى الصيف ويقوم المزارعون بتنظيف مزارعهم من بقايا المزروعات التي تم حصدها في نهاية الموسم الماضي وهذه البقايا المكونة من جذور المزروعات تسمى (العراكيز) وتختلف في حجمها وقوة ثباتها في الأرض حسب نوع المزروعات فهناك جذور (عراكيز) شديدة القوه وصعبة الإزالة وتحتاج إلى جهد كبير لإزالتها وهناك جذور سهلة القلع من الأرض .. وهذا الموسم- موسم الصيف- يتم فيه تسوية مبدئية للأرض وإزالة كل البقايا وكذلك بناء ما تخرب من (الريادي) (وهي المباني التي تحفظ التربة في المدرجات الزراعية) ويتم أيضا تنظيف التربة من الأحجار الصغيرة التي تظهر في وسط التربة وتوضع في أطراف (العبر) (وهي الأرض التي تشكل المدرجات الزراعية) وقد تسمى (المحقس) وتعني الأرض المحددة ببناء يحفظ تربتها وهناك (الحقبة) وهي الأرض الصغيرة التي لا يمكن أن يحرثها الثور لصغرحجمها . وبعد أن يتم تصييف الأرض يأتي موسم (الحرث)وهي عملية تقليب الأرض بالمحراث ويجر المحراث ثور أو بقرة وعملية الحرث مهمة لتهوية الأرض واقتلاع ما تبقى من الجذور في الأرض ومهمة لخلط التربة مع السماد البلدي فالمزارع يكون قبل الحرث قد قام برش كمية كبيرة من السماد البلدي العضوي في الأعبار ويسمى (الذبيل) وهو من مخلفات الحيوانات ويكون المزارع قد قام بإخراج هذا السماد (الذبيل) من (السوافل) وهي أماكن سكن الحيوانات في الأدوار الأرضية من المنازل أو الغرف الخارجة عن المنزل وبعد اكتمال الحرث لجميع المزارع يبدأ المزارعون (بتطييب) الأرض ومرحلة (الطياب) تعني تسوية الأراضي وتكسير الكتل الطينية التي نتجت عن عملية الحرث ويحاول المزارع في هذه المرحلة أن يعدل الأرض بحيث تكون مستوية تماما حتى تستوعب الماء عند سقوط المطر بشكل متساوي فلا يكون هناك أماكن مرتفعه وأخرى منخفضة لان ذلك يعني أن الأرض المرتفعة لن تأخذ حاجتها من ماء المطر وبذلك لن تصلح للزراعة فاستواء الأرض وتعديلها مرحلة هامة من مراحل تهيئة الأرض للزراعة .
عند حلول موسم وضع البذور يكون المزارع بانتظار الأمطار وهي غالبا تأتي في مواعيد محدده وتبدأ مرحله (التلوم) أو (التلام) وهي مرحله تشبه حرث الأرض ولكن في الحرث يتم قلب جميع الأرض أما مرحله التلام فإن يتم شق الأرض بالمحراث بشكل متباعد وبخطوط متوازية حتى لا يزدحم الزرع ويكون المحصول غير جيد وتوضع البذور في (التلم) وهي الحفرة الطولية التي يشقها المحراث وتكون البذور متباعدة بمقدار خطوة رجل وعلى هيئة مربعة بحيث أن البذور في التلم المجاور للتلم الأول يكون في المنتصف بين موضع البذور وهذه تضمن عدم انحشار الزرع عند نموه وعدم تقاربه بشكل يضره لأن تقارب الزرع يؤدي إلى ضعف النبتة وبالتالي ضعف المحصول وهذه حكمة عرفها المزارعون بالتجربة والخبرة المكتسبة على مدى التاريخ الزراعي الموغل في القدم وتختلف المسافة بين (مزجد) وأخر حسب نوع المحصول فهناك بعض المحاصيل تحتاج إلى مسافات أكبر من غيرها و (المزجد) هو مجموعة البذور التي تنمو متجاورة والمسافة بينها تختلف حسب نوع البذور فالمسافة بين بذور (الدخن) تختلف عن المسافة بين بذور (الغرب) وهو الذرة البيضاء وتختلف عن المسافة بين بذور الذرة نوع (الكبور)وهي ذرة تمتاز بأن سيقان الزرع تكون عالية جداً تصل إلى المترين والثلاثة الأمتار لأن المنطقة الحارة تختلف في محصولها من حيث الشكل عن المناطق الباردة .
موسم بذر البذور يسمى (المحتم) بكسر الميم وهو من (محتوم) وقت محتوم ومحدد فلكل نوع من البذر(محتم) يختلف عن غيره فالكبور أولاً ثم (الدخن) بعده بحوالي عشرين يوماً إلى شهر ثم يأتي الغرب وهو أقصر مدة من الجميع في الزمن الذي يحتاج إليه حتى يتم حصاده والعكس عند الحصاد .
أثناء عملية بذر البذور للذرة أو الدخن تقوم النسوة بوضع بذور (الدجرة) (والكشد) (والكشري) وهي من حبوب البقوليات يتم وضع بذور هذه الحبوب في منتصف المسافة بين بذور الذرة وهذه البذور تابعة للنساء لأنها أعلاف للمواشي وهناك صراع سنوي بين هذه البذور وبذور الذرة وفي الواقع هي تشكل محصول ثانوي واقتصادي هام جدا فإلى جانب أن المرأة تستمر طول العام بالاستفادة من هذه المحاصيل على هيئة علف للماشية فإنها في آخر العام تجني الكثير من بذور هذه المحاصيل ويستفيد منها المزارع أيما استفادة .
عندما تبدأ البذور بالظهور على سطح الأرض على هيئة مزروعات صغيرة وبمجرد أن يصبح ارتفاعها حوالي عشرة إلى خمسة عشر سنتيمتر يبدأ المزارع بمرحلة (البدود) وهي عملية قلع الزائد من المزروعات الصغيرة بحيث يبقى خمس أو ست جذور فقط لان المزارع يعلم أنه كلما زاد عدد الشتلات الزراعية كلما كان المحصول ضعيف فهو في هذه المرحلة يترك خمس أو ست شتلات وهي في المرحلة القادمة سيعمل على تقليل هذا العدد إلى أربع فقط وهو يترك اثنين كنوع من الاحتياط للطوارئ وا يستخدمها علف للحيوانات في المستقبل إذا لم يحتاج إليها.
وبعد (البدود) تأتي مرحلة (الرمث) وهو يقوم بتخريش الأرض حول النباتات ويزيل الحشائش الضارة من بين الزرع ويعمل على تهوية التربة بهذه الطريقة .
قد تأتي في الغالب فترة (جحيرة الرمث) وهي فترة جفاف قد تمتد إلى أربعين يوم ويموت في هذه الفترة الكثير من المزروعات ولكن بمجرد نزول المطر بعد هذه الفترة تمتلئ الأرض بالمزروعات وكأنها كانت نائمة والأماكن التي لا تنموا فيها المزروعات يقوم المزارع بقلع الزائد في (المزاجد) ويزرعها في الأماكن الفارغة .
يأتي مرحلة (الحجون)وفيها يكون (الزرع) قد ارتفع حتى يغطي الإنسان الواقف وسطه وفي (الحجون) يقوم المزارع بحفر حفر عميقة مربعة لكل أربعة (مزاجد) ويجمع التراب حول المزاجد حتى يحميها من الانحناء عند هبوب الرياح الشديدة وقت الأمطار خاصة أيام نجم (سهيل) ونجم (الروابع) وسوف نتعرض لنجوم الزراعة لاحقا وهذه الحفرة لها عدة فوائد فهي تعمل على تحميع مياه الأمطار عند المزروعات وتحفضها من التأثر بالرياح وتساعد على تهوية التربة ودخول الأوكسجين إلى التربة.
عند خروج (العذق) وهي السنابل المملوءة بالحب واصفرار أوراق المزروعات تبدأ مرحله (النصيد) وهي مرحلة حصاد المزروعات وذلك بقص الزرع من أسفله بالقرب من الأرض وتبقى السنابل في أعوادها تحت أشعة الشمس لمدة ثلاثة أيام ثم تأتي مرحلة (القطاف) وهي فصل السنابل عن أعوادها و نقلها إلى المخازن وتقوم بهذا العمل الأسرة بكامل أفرادها ثم تقوم النسوة (بتحزيم) العيدان التي تكون قد أصبحت يابسة على هيئة حزم متساوية وتسمى (الصومي) وهي تحفظ فوق بعضها على هيئه منشور دائري القاعدة تسمى (الشونه) ويستخدم علف للحيوانات أيام الجفاف وأيام الصيف عندما يندر وجود علف اخضر للماشية ويبقى في المزرعة بعض العيدان الخضراء من بقايا الزرع ونبات (الدجره) (الكشد) (والكشري) وهو يتضخم بعد أن يكون الزرع قد أزيل وتقوم النساء بالاهتمام بهذه البقوليات ولا دخل للرجل فيها باعتبارها أعلاف للحيوانات وهذه مسؤليه النساء ثم يقوم المزارع بتمهيد جزء من الأرض بجوار منزله يسمى (المجران) تتم فيه عملية (الخبيط) وهي عملية ضرب السنابل المملوءة بالحب بعصي خاصة تسمى (الحنية) وهي عبارة عن عصى طويل يصل طولها إلى مترين ومعطوفة من منتصفها بزاوية منفرجة تساعد المزارع على (خبط) ضرب السنابل وإخراج الحبوب منها وهي عملية شاقة ومتعبة ثم يقوم (بمذح) الذرة الخارجة من السنابل وهي عملية تعريض البذور للرياح يصبها من فوق رأس المزارع إلى داخل أناء خاص بذلك ويقوم بنقل الذرة الناتجة إلى داخل (المدفن) وهي حفرة عميقة في الأرض ويكون لها فتحة على عمق متر من سطح الأرض وتكون محكمة الإغلاق حتى لا يكون هناك تسرب للهواء فتفسد الذرة ولذلك عند فتح المدفن يقوم المختص بإنزال شمله طويلة ويظل يحركها لفترة قد تمتد لساعة كاملة لتهوية (المدفن) وللتأكد من أن المدفن اصبح كامل التهوية يقوم المزارع بإنزال فانوس بحبل إلى اسفل المدفن فإذ ظل مشتعلا فهذا يعني أن بإمكانه النزول بأمان وهذه خبرة اكتسبها على مر السنين.
أما إذا إنطفأ الفانوس فإن ذلك يدل إلى أن الأكسجين غير كافي في المدفن وأن عليه الاستمرار في تحريك الشملة لفترة طويلة وبعد أن يمتلئ المدفن بالحبوب يقوم المزارع بتغطيته بشكل محكم حتى يمنع تسرب الهواء إليه ولا يقوم بفتحه إلا عند الحاجة إلى أخذ الحبوب منه.
وبذلك يكون قد انتهى موسم زراعي كامل وهناك تفاصيل لم أتطرق لها لأنها كثيرة ومتشعبة.
ويرافق الموسم الزراعي موسم آخر لا يقل أهمية من الحبوب ولكنه موازي له ويكتسب أهمية كبيرة لدى المزارع وهو موسم (علان) وهذا الموسم هو موسم حصاد (الحشيش) وهي الحشائش التي تنمو في المزارع الغير مزروعة بالذرة وهذه الحشائش هامة كعلف للحيوانات فالمزارع يهتم بطعام حيواناته كما يهتم بطعام أولاده والحشائش لا تحتاج لنفس العناية المبذولة للحبوب ولكن لها طقوس خاصة بها من ذلك إزالة الأشجار الشوكية الموجودة بين الحشائش ومحاولة وضع حواجز بسيطة للماء وحماية (المحش) من الرعي من قبل الحيوانات (والمحش) هو اسم المكان الذي تنبت فيه هذه الحشائش ويكون ارتفاع الحشائش بين خمسين سنتيمتر إلى متر أحيانا ويقوم المزارعون بقص هذه الحشائش (بالشريم) وهو المسمى (المنجل) ويصنع محليا وهو يشبه السكين ولكنه معكوف من طرف ومشرشر ثم يقوم المزارعون بعصر هذه الحشائش والعصر هنا يعني لف الحشائش بعضها على بعض مثل الحبال ولكن بشكل أضخم ويعطف على بعضه البعض ثم يترك حتى يجف وينقل بعد ذلك إلى المخازن الخاصة بالمنازل ويستخدم مثل (الصومي) الناتج عن عيدان الذرة كعلف يابس للحيوانات في فترات الجفاف التي تطول أحيانا أشهر عديدة ويسمى (العصير) لأن الحشائش يتم عصرها وجدلها على هيئة جدائل مضفورة كما قلنا سابقا .
وبانتهاء موسم الحصاد وينتهي تقريبا عمل المزارع ويكون ذلك في الغالب في موسم الشتاء فيرتاح فترة قصيرة من شهر إلى شهرين وهي فترة ليست راحة بالمعنى الصحيح لأنه يتخللها الكثير من الأعمال من ذلك إخراج السماد من (السوافل) وهو المسمى (الذبيل) وتجميعه خارج البيوت في مكان يسمى الصبة حيث يكون فوق بعضه البعض ويترك ليتخمر فبل نقله إلى الحقول .
وفي هذه الفترة يقوم المزارع بتقليم الأشجار الموجودة في المزرعة ويسمى (الفراع) مثل أشجار الذرح وهي أشجار ذات ارتفاعات كبيرة وتستخدم سيقانها في أسقف المنازل لمتانتها ويستخدم الغصون التي يتم قطعها كحطب وكذلك يقوم المزارع بتقطيع الأشجار الموجودة بجوار المزرعة لأن هذه الأشجار تكون (غور) على الزرع الذي سينمو أي سوف تكون مؤثرة على النباتات التي يزرعها المزارع من خلال امتصاص السماد والغذاء من المزروعات فهو يقوم بتقطيع الأشجار أو الشجيرات الموجودة على أطراف المزرعة أو بجوار أسوارها و من الأشجار الموجودة في القرية وقد تكون نادرة شجرة مثل (التولق) أوالتالوق وهي شجرة تصل إلى أحجام كبيرة جدا ويستفاد منها كعلف للحيوانات خاصة الجمال والأبقار أما خشبها فهو يصلح للاستخدام حتى كفحم وهناك شجرة (الطنب)وهي من افضل الأشجار في نوعية الخشب المستخدم في صنع الأبواب والشبابيك الخشبية وهناك شجرة (البراء) وهي شجرة (الجميزة) وهي من الأشجار المعمرة ومهددة بالانقراض .
وهناك شجرة تسمى (اللبخ) شجرة ضخمة وبذورها تؤكل وتشبه بذورها فاكهة الكمثرى(العنبرود) كما ذكرنا ولكن بحجم أصغر وهي من الأشجار النادرة تماما وخشبها صلب جدا إلى درجة أن المسمار الصلب لا يخترقها بسهولة عند يباسها ولا يصيب خشبها أي (عثاث) أو تسوس وهناك أشجار (الذرح) الذي سبق ذكره وهناك (الذرحة) وهي أشجار ضخمة تنمو في الأودية التي يسيل الماء فيها وتستخدم كحطب ويستخرج منها (القطران) الذي تدهن به الإبل لوقايتها من الجرب وكذلك تدهن الأبواب والشبابيك بالقطران
وهناك أشجار (الحمر) وتسمى (الحمرة) وهي التي ينتج منها ثمار (التمر هندي) وهو يسمى هناك الحمر.
وهناك أشجار (العرج) وهو أشجار السدر المعروف بجودة عسل أزهاره .
وهناك أشجار (القوع) وهي أشجار كبيرة تستخدم لأسقف المنازل وللأبواب و الشبابيك وهناك أشجار (الشدن) وهي أشجار صغيرة ولها حبوب تشبه التوت وهي ذات أشواك هذه بعض أنواع الأشجار التي تتميز بها القرية وهناك عشرات الأشجار و الشجيرات النادرة الموجودة حول القرية والتي تنمو دون عناية من أحد .
وبعد انتهاء موسم الحصاد قد تهطل أمطار تؤدي إلى استمرار الموسم الزراعي من خلال نمو (الشول) من جذور المزروعات المقطوعات و(الشول هو نمو النباتات من جذور النباتات السابقة) ويفيد هذا (الخلف = الشول) المزارع كعلف للحيوانات وكذلك قد يصل إلى مرحله إنتاج الذرة وبعض المزارعين يقومون بزراعة (الربيع) وهو بذر بذور (البر) البلدي والحلبه والشعير أو (الروم) وهو الذرة الرومي (الحبش) أسماء كثيرة المهم إن نزول المطر بعد مرحلة الصراب يؤدي إلى استمرار الدورة الزراعية فالمزارع عندما يقوم ببذر بذور(محتم) الربيع فإنه لا يقوم بأعمال كثيرة لخدمة هذا المحصول لأن هذا النوع من المزروعات تختلف عن المزروعات السابقة فالشعير والبر (الحنطة) يتم (سفخها) وهي عملية نثر البذور بكميات كبيرة في (التلم) ولا تكون متباعدة بل متصلة وبعد نموها قد يقوم المزارع بتنظيف الحقل من الحشائش الضارة أما (الرومي) فإنه يحتاج إلى جهد أكبر وعمل أحواض حول النباتات ويتم بذر بذور الرومي كل بذرة لوحده والفرق بين الزرعة وأختها حوالي قدم لأن ازدحام النباتات سيؤدي إلى ضعف المحصول وصغر حجم أكواز (الذرة = الرومي) وكلما زاد سقوط المطر كلما كان المحصول أوفر وأحيانا لا يجني المزارع أي ناتج سوى علف للحيوانات إذا لم تسقط أمطار بكميات كافية والمزارع يعتبر أن علف الحيوانات يعتبر مكسبا كبيرا … طبعا لو أن المزروعات وصلت إلى مرحلة النضج فإن المزارع يكون قد استفاد فائدة عظيمة من خلال حصوله على ناتج إضافي من مزرعته وكان هذا هو الحاصل في معظم السنوات فلأمطار كانت تستمر فترة الشتاء فتستمر الدورة الزراعية لدى المزارع ويستمر في العمل طوال العام بدون كلل أو ملل لأن المحاصيل تكون حافزا له على العمل.
وبذكر محصول (البر) الحنطة والشعير فإن القرية لا تعرف شئ اسمه الدقيق وعندما تقوم الحقول بإنتاج الحنطة فإن المزارع يضع الناتج في أكياس من الخيش في المخزن ويقوم باستخدام حبوب الحنطة على وجبات الغداء كخبز يؤكل حارا على اللبن والسمن الحار وتعتبر وجبة الأغنياء وتؤكل في المناسبات والأعياد والمزارع يقوم ببيع كمية من الحبوب بعد موسم الحصاد لمواجهة متطلبات حياته ولتسديد ما عليه من ديون إقترضها من الموسرين طوال العام كما أنه يقوم بتسديد (القرضة) من (القرض) وهو إعادة ما اقترضه من الحبوب خلال العام من الموسرين الذين يقومون بإقراض المحتاجين الحبوب التي يحتاجون إليها على أساس أن يتم التسديد بعد الحصاد مباشرة وهذا ما يحصل بالفعل ويستحيل أن يتأخر أي شخص عن تسديد ما اقترضه عينا من الحبوب فور توفره لديه ولا يمكن أن يكون هناك أي زيادة في التسديد إلا أن الحبوب التي اقترضها المزارع في (رض السنة) أي خلال السنة تكون مستخرجة من المدافن وقد يكون قد لحقها بعض التعفن وتسمى (البسطة) وهي الذرة التي تأثرت جودتها حتى أصبح لها رائحة غير محببة ومع ذلك يتم غسلها وأكلها وطبعا المقترض يقوم بالتسديد بحبوب جديدة ولكن بنفس راضية لأنه كان بأمس الحاجة لما يسد رمقه في فترة متابعة الموسم الزراعي الطويل والمضني .

الأعــــــــراس

والأعراس في القرية مناسبة جميلة تقطع حبل الرتابة الذي يميز حياة أهل هذه القرية وبالرغم من تباعد أوقات الأعراس فقد يمر العام و العامان دون أن يتزوج أحد لضيق ذات اليد وطبعا تختلف الأعراس حسب أسرة العريس فإذا كان من الأسر المالكة للمزارع أو التجار أو لشيخ - فإن العرس يكون فخما بمقياس القرية بالطبع وإذا كان العرس لا حد المزارعين الصغار فإنه يكون متواضعاً نوعاً ماء والفارق يكون في الشكل أما الجوهر فالعرس يستوي من ناحية مشاركة جميع أهل القرية صغاراً و كباراً لا فرق في الحضور فالجميع يحضرون والمهر للمرأة من عشرة ريال فضية إلى ثلاثين ريال فضية والمطلوب من العريس تقديم حلي من الفضة للعروس تغطي رأسها وصدرها وساعديها كلاً حسب قدرته ويتم ذبح ثور كبير لعشاء جميع أهل القرية وقد يضاف عدة كباش حسب الحالة والنساء لديهن مغنية محلية يرقصن على غنائها ودقها للطبل الكبير و الرجال قد يحضرون (مطبل) و (مزمر) ويرقصون بعد العصر و لكن الرقص الرئيسي يكون بعد العشاء ويتم إنارة منزل العريس والعروس بالأتاريك و النوارات والفوانيس الجديدة وكلها تعمل (بالقاز) ويتم زفاف العروس إلى منزل زوجها بعد العشاء ويكون بذلك قد انتهى العرس ويجتمع الناس في (ديوان) كبير من (الدياوين) حق كبار الأسر بحسب قرب بيت العريس من ذلك (الديوان) ويقوم بالخدمة فئة الغويدة فهم يتولون عملية ذبح الثور وطبخة وتوزيعه على الموائد وقت العشاء حيث يقدم المرق كإدام يؤكل على (اللحوح) ويقدم اللحم بجانبه واكثر الناس أكلاً في هذا اليوم هم أطفال القرية الذين يأكلون في أكثر من مائدة ويجدون التوبيخ من الغويدي و في هذه المناسبة يختلط الأطفال فلا فرق في الأكل بين أطفال الأغنياء أو الفقراء فهم في المزاحمة على الأكل سواء.
والأغنياء يعزمون الناس على الغداء والعشاء وفي الغالب فإن وجبة العشاء هي الوجبة الرئيسية ويتم زفاف العروس إلى بيت زوجها بالرماية بالبنادق الموجودة لدى الأغنياء وثاني أيام العرس يخرج زملاء العريس معه إلى خارج القرية ويقومون (بالنصع) وهي الرماية على هدف ومحاولة وعند العودة يعودون وهم يتغنون بالزامل وقد يرافقهم المزين بالطبل ويتم رفد (العريس) والعروس من قبل كل الناس فالعريس يتم (رفده) بالنقود في الديوان والعروس يتم (رفدها) في موقع الاحتفال بالنساء وهي عادة جميلة تعين الزوجين على مواجهة الحياة الصعبة.
أعود إلى الأعراس وطقوسها فهناك يوم (الفرق) وهو اليوم الذي يتم فيه نقل مئونة العروس من بيت العريس إلى بيت العروس ويتكون من (تبيع) وهو الثور الذي يصل عمره إلى سنتين وحزمة حطب وسكر ما يعادل قطمة (نبات) وقشر و(هرد) و زنجبيل ورز وفحم وزيت جلجلان (سمسم) وقدح ذرة ونصف قدح (دخن) ويحضر معظم رجال القرية لحمل هذه الأمتعة ويوم (الفرق) هذا يأتي قبل العرس بأربعة أيام ويقوم أهل العروس بالتأكد من أن الكميات الواصلة كافية .
وقبل العرس بيوم يأتي يوم الغسل وهو اليوم الذي يتم فيه حمل شنطة الملابس من بيت العريس إلى بيت العروس والشنطة تحتوي على الملابس التي سترتديها العروس يوم عرسها وبعد العرس وتكون مكونة من عدة (جلالي) وهي الأثواب النسائية الواسعة وعدة (رقع) وهي السراويلات الطويلة وعدة (أمصار) وهي أغطية الرأس وكذلك (الصارمية) وهي غطاء رأس يشبه الطرحة وهي خاصة بالعروس وكذلك فانوس جديد ومراية مستطيلة الشكل ومكحلة ومشط ويحمل كل ذلك (المزينة) وهي زوجة الغويدي الذي يخدم الرجال وبين الشنطة يوجد الفضة المكون من (دقة) وهي عبارة عن عقد من فضة مكون من صفائح وحبوب متنوعة وتكون حول الرقبة وحتى وسط الصدر وكذلك (اللبه) وهي أكبر من الدقة تملأ الصدر وأعلى البطن وما بين الكتفين (والوضح) وهو أسويرة ضخمة حول اليد .
وعدة خواتم فضيه ضخمة للأصابع وقد يوجد (الحنيشية) وهي عبارة عن عصابة من الفضة توضع حول الرأس
(والشيلات) وهي ما يركب في الأذنين و (المشقر) ويضع خلف الأذن عند الرقبة وهو من الفضة و (الدملجي) وهو أسويرة ضخمة توضع حول المعصم .
وكما قلنا أن العرس حق الرجال يتم في ديوان من (الدياوين) الموجودة في القرية وفي القرية عدد من الدياوين المخصصة للمقيل وتكون كبيرة نسبيا وبعضها يصل إلى اثنا عشر متراً طولا وهو أكبرها وهو ديوان الشيخ ويوم العرس يبدأ قبل صلاة الظهر(بالفحسة) وفيه يتم فحس يدي وقدمي العريس (بالحناء) وسط الفرح والأهازيج وضرب الطبل والمزمار ورقص أصحاب العريس ورمي الرصاص في الهواء وأصوات (الطماش) يصك الآذان وتستمر طقوس الحناء حوالي نصف ساعة قبل صلاة الظهر ثم يذهب العريس للاغتسال ويتوجه إلى المسجد مع أصدقائه وبني عمومته ويكون لابس الملابس الجديدة وعلى رأسه عمامة جميلة قد يكون لبسها لأول مرة وقد تكون آخر مرة يلبسها إذا كان من المزارعين ذوي الدخول القليلة .
وبعد صلاة الظهر في المسجد يتوجه العريس إلى منزله ومعه أقرب المقربين إليه فيتناولون طعام الغداء وقد يكون الدعوة للغداء فيحضر معظم أهالي القرية من الذكور لتناول طعام الغداء على هيئة مجموعات متتالية أي أن المجموعة الأولى تنتهي من تناول طعام الغداء فتأتي بعدها المجموعة الثانية وهكذا حتى ينتهي الجميع وفي النادر أن يحصل نقص في الأكل لأن أهل العريس يكونوا قد وزعوا حبوب على معظم منازل القرية وهم بدورهم يخبزون تلك الحبوب ويحضرونه مع السمن واللبن في ظهر يوم العرس فيكون هناك كميات هائلة تفيض عن الحاجة وقد لا يقوم أهل العريس بعمل خبز ذلك اليوم لأن جميع منازل القرية سوف تقوم بالمهمة وأهل العريس مسؤلون عن ترتيب الموائد وتوفير (الإدام) من لحم ومرق وعسل وسمن وأواني التقديم التي يقومون بجمعها من منازل القرية المختلفة ويحتاج أهل العريس إلى استعارة صحون مختلفة الأحجام وكذلك (مدائع) وفرش وبسط وأواني للماء لتقديمها وقت المقيل وبعد الغداء تبدأ فترة المقيل وفيها يكون العريس في الزاوية الرئيسية من زوايا الديوان ويلتف حوله أقرانه وتمتلئ أطراف الديوان ووسطه بالمخزنين الذين يتناولون القات ويشربون (المداعة) فترى الديوان مملوء (بالقصيب) وهي الليات المسحوبة من المداعة وفوق المداعة يتربع (البوري) وهو الإناء الذي يوضع به (الحمومي) أو التنباك أو (التبغ) كلها أسماء لشيء وفوقه النار ويدخل أسفله في رأس المداعة المدبب ويتم الشفط عبر
(القصبة) إلى فم الشخص وبعد أن يكتفي يعطيه للذي بجواره فيشرب بنفس الطريقة وهكذا وفي العصر يخرج الشباب مع المزمار فيرقصون حتى يأتي المغرب وبعد صلاة العشاء يدخل الناس لتناول طعام العشاء الذي يتكون من (اللحوح) والمرق واللحم .
وبعد العشاء يدخل الناس إلى الديوان ويكون هناك نشيد وذكر أحيانا وبعد ذلك يبدأ المزمار ويبدأ الحضور بالانتقال من الديوان إلى الحوش حيث يرقصون على أنغام الطبل والمزمار على هيئة أربعة أربعة أو اثنين اثنين وقبل منتصف الليل تنتهي الأفراح وفي هذه الأعراس يتم إنارة الديوان بالأتاريك ذات الأنوار المبهرة ويكون إضاءة الأتاريك مناسبة مميزة بالنسبة للأطفال لأنهم يشاهدون أنوار قوية بيضاء لم يسبق وأن شاهدوها إلا نادراً وفي الغالب تكون الأتاريك ملك للشيخ وأسرته وبعض التجار الذين يحرصون على اقتنائها في مثل هذه المناسبات .
ويسكن الزوجان الجديدان في غرفة واحدة في منزل والد الزوج وليس هناك أي مجال لغير ذلك فالأسرة وحدة متماسكة الأب و الأبناء وأبناء الأبناء يعيشون في بيت واحد كل أسرة في غرفة واحدة … لا يوجد مطابخ بل يوجد بين نار واحد تقوم النساء بالعمل فيه بالتناوب ويتم تقسيم العمل بينهن بحيث تقوم كل امرأة بعملها وعند وفاة الأب يتم تقسيم الميراث وتبدأ الأسرة بالتوسع فكل ابن يصبح رب أسرة وله أبناء و أبناء الأبناء ومن أندر النوادر أن يستقل الابن بمنزل بعيد عن والديه وهم أحيا… وأحياناً يستمر الاخوة فترة طويلة مجتمعين على مائدة واحدة بعد وفاة والدهم ثم ينقسمون وهذه سنة الحياة.
ويتزوج أبناء الأخوة فيما بينهم لأنهم يتربون معاً ويعيشون على مائدة واحدة طوال طفولتهم فتحصل الألفة ثم إن الأهل يحرصون على الزواج داخل الأسرة لأنه أقل كلفة ولأنه يحفظ (التركة) وهى الأموال التي سيرثها الأبناء فالزواج داخل الأسرة يحفظ (الحقول) من التقسيم بين أفراد من غير أبناء الأسرة وفي الأسرة الواحدة المكونة من الأب والأم وأخوات الأب الغير متزوجات والأرامل والأبناء والأحفاد الجميع يعتمدون بيت نار واحد (المطبخ) فليس هناك مطابخ متعددة .
ولدى الأم يوجد (الموقد) كما قلنا وهو الإناء الذي يوضع به النار طوال اليوم وعليه يتم طبخ اللحم بين إناء من الفخار (البرمة) وتبقى عدة جمين قشر جاهزات للشرب فوق الموقد وزوجة الولد إذا أصبح لديها أطفال فإنها قد تمتلك (موقد) مستقل وعليه تقوم بغلي الحليب أو القهوة الخاصة بها وبزوجها وأطفالها .
أما الخبز و متطلبات الأكل فهو على المطبخ الرئيسي الذي يكون لدى ربة الأسرة الكبيرة .
وقد يوجد (دافور) قاز لدى بعض الأسر يستخدم للطوارئ كأن يحتاجونه لتدفئة ماء أوغلي شاهي بشكل سريع أو طبخ أرز وهذا من أندر النوادر .
وبذكر الأرز فإنه يستخدم كعلاج للمغص من خلال غلي الأرز وشرب ماءه وفي شهر رمضان يكون الأرز جزء من وجبة الإفطار وسنأتي إلى ذلك في حينه .
واستطرادا لمعيشة الأسرة فإن هناك رب الأسرة وهو الأب يشرف على كل صغيرة وكبيرة ويقوم بصرف ما تحتاجه له الأسرة الكبيرة مساء كل يوم وقد يوكل المهمة إلى أحد أفراد الأسرة وبعد صلاة المغرب تتجمع النسوة زوجات الأولاد أو من ينوب عنهن من أولادهن فتأخذ المرأة التي ستكون مسؤولة عن البيت في اليوم التالي كمية الذرة المخصصة للأسرة لكي تقوم بتجهيز الحبوب وتتولى طحينها فوق مطحن الأسرة الموجود في بيت النار وكذلك لتستلم (السليط) وهو زيت السمسم الذي تستخدمه في مسح (الصلى) مع كل خبزه أو لحوحة حتى لا يلتصق بها .
وتستلم حصة بيتها من(القاز) و القشر إن وجد وسكر (النبات) وعندما تصل إلى رب الأسرة فاكهة فوق إحدى الجمال مثل (العنب) فإنه يقوم بتقسيم ذلك بين أفراد الأسرة بالتساوي وفي الأعياد تتجمع الأسرة كلها رجال و نساء وأطفال وحتى البنات المتزوجات يحضرن إلى منازل أسرتهن لكي يتغدين وسط الأسرة وتكون سفرة عظيمة العدد ويتميز العيد لدى الكثير من الأسر (الموسرة فقط) بوجود العسل على الفطير الحار وفوق العسل الكثير من السمن البلدي الحار و بعد ذلك يأكلون (اللحوح) على المرق الكثير وتقسيم اللحم من قبل رب الأسرة الذي يعطي كل فرد من أفراد الأسرة قطعة من اللحم إلى يده وقد تكون صغيره أو كبيرة بحسب درجة الفرد و بحسب كمية اللحم المتوفرة .

الزكـــــاة

هناك شيء هام جدا لم أتطرق إليه وهو موضوع الزكاة الذي كان يثقل كاهل المزارعين وكان هناك آلية معقدة في سبيل تحصيل الزكاة وهي تبدأ بمرحلة (المخمن) وهو موظف يرسله عامل القضاء وهو (المسؤول الأول أمام الإمام وممثله في كامل القضاء الذي يتكون من عدة نواحي) والمخمن يمر على الحقول وهي لازالت في مرحلة التكون أي أن السنابل لم تبدأ بالظهور وهذا المخمن بعد أن يمر على جميع المحلات والقرى التي تتكون منها العزلة يقدر أن هذه الحقول سوف يكون إنتاجها كذا ألف قدح وأن زكاتها هو العشر من ذلك ويحدد رقم تقديري للزكاة المطلوب تحصيلها من هذه العزلة .
بعد ذلك وعند نضج الحبوب في الحقول يأتي الطائفي وهو يطوف على جميع الحقول ويحدد زكاة كل مزارع بالاسم بعد أن يقدر كمية ما سيحصل عليه المزارع من الحقول المختلفة.
وهذا قبل الحصاد أي والثمار واقفة وهذا التقدير خاضع للأخذ والرد وهو يحرص على أن تكون كمية الزكاة متوافقة أو أكثر مما خمنه المخمن السابق ويقوم مأمون المحل بمراجعة ذلك الطائفي وبعض المزارعين يقومون بمحاولة التقليل من تقدير الطائفي الذي يملك كشف بأسماء جميع المزارعين وكمية الزكاة المسلمة في العام السابق وهو يقوم بعملية المزايدة حتى لا يبدو مقصراً أمام العامل فيزيد عن ما كان في العام السابق ويأتي بعد ذلك دور الشيخ الذي يحاول التقليل من غلو الطائفي ويحاول إقناعه بأن محصول هذا العام في مجمله ليس بجودة محصول العام الماضي وأن هذا العام شهد انخفاضاً في كمية الأمطار مما انعكس على جودة وكمية المحصول هذا العام ثم يغادر الطائفي محملا بما استطاع الحصول عليه من المزارع والأمين و الشيخ ويصل إلى مركز القضاء فيقدم (القطفة) وهي الكشف الذي يحتوي على مقدار الزكاة المطلوبة من كل مزارع سواء على الذرة أو الدخن أو النحل أو المخضر وهو القات والفواكه إذا وجدت وكذلك الزكاة على (الدجرة) (والكشد) والكشري وغير ذلك من المحاصيل الزراعية ويقوم الشيخ وأمين العزلة وبعض عقال المحلات بالسفر إلى عامل القضاء ويقومون برفع التظلم إليه محتجين أن هناك ظلم من ذلك الطائفي وقد يستطيعون تخفيف كمية الزكاة المطلوبة منهم وقد لا يستطيعون وتأتي فترة تسديد الزكاة فيقوم كل مزارع بإيصال الكمية المطلوبة منه سواء أكانت حقاً أو باطلاً لانعدام الوفاء بما هو مقرراً عليه يعني إرسال عسكري عليه وزيادة أعباءه وهناك الكثير من المزارعين يعجزون عن تسديد كل ما هو مقرر عليهم فيبقى لديهم بعض في الديون لبيت المال لأن المحصول لا يغطي القروض التي عليهم ومصاريف العام وهذه الديون تسمى (بقايا) وهي ما تبقى لدى المزارع فيبقى مطالب بها حتى الموسم الثاني محسوبة عليه بدون أي تراجع عنها وهذه البقايا كانت كالسوط المسلط على ظهور المزارعين فقد تحتاج الدولة فتقوم بمطالبة المزارعين بأن يسددوا ما عليهم وهم لا يملكون فيضطر كثير منهم إلى البيع من الماشية أو حتى جزء من حقله لتسديد ما عليه للدولة لأن البديل عن ذلك هو الحبس ووضع القيد الحديدي حول القدمين والشيخ هو الواجهة التي تحتمي الدولة خلفها والشيخ لا يجد أمامه أي سبيل غير إرغام المزارعين على تسديد ما هو لبيت المال ما لم فإنه سيكون مسؤولا أمام العامل في القضاء وهو موقف لا يرغب أي شيخ أن يقف فيه .
في فترة من الفترات تقوم الدولة ممثلة بعامل القضاء بالتنفيذ المباشر على المزارعين بإرسال عساكر عليهم من القضاء إلى المزارعين وهذه طامة كبرى لأن الكشوفات تكون لدى العامل وهو يرغب في إرضاء الإمام بزيادة الوارد من الزكاة وإلا فإن الإمام سيقوم بعزله … والويل للمزارع الذي يحاول المماطلة في التسديد فإن مصيره الحبس في القضاء مع القيد ولا يخرج من الحبس إلا إذا سدد ما عليه إلى جانب أجور العسكر و(الرسمي) وهو مسؤول الحبس وعليه أن يعطي أجرة الرسمي الذي يضع القيد على رجليه (نعم أجرة على تركيب القيد على القدمين) والزكاة تشمل كل شيء من النحل إلى الماعز والأبقار بدون النظر في الغالب إلى مسألة توفر النصاب من عدمه .
لقد كان البطش هو السمة المميزة والمرافقة لتحصيل الزكاة فإذا كانت فرضا وركنا من أركان الإسلام إلا أن القائمين على جبايتها حولوها إلى كابوس رهيب يثقل كاهل المزارع المسكين الذي يستحق أن تصرف لـه الزكاة في واقع الحال وكان هناك أسلوب أكثر ظلما من ذلك وهو أن الطائفي أو الشيخ أو أحد المتنفذين يتقبل زكاة عزلة أو مديرية أو قضاء بكمية معينة من الحبوب قد تكون أكثر من زكاة عام سابق وبعد ذلك يأتي شخص آخر فيزيد عليه ويأخذ العزلة أو الناحية بزيادة ثم يأخذ مجموعة من العساكر الغلاظ الشداد ويذهب لاستلام الزكاة بموجب تفويض من العامل أو حتى من الإمام وهو بهذا يصبح حرا في طلب أي كمية من المزارع وليس هناك ما يحمي المزارع من المتحصل وزبانيته وهو طبعا لديه كشف بجميع المزارعين كبيرهم وصغيرهم فيحصل من الظلم ما لا يمكن تصوره ويذهب تعب المزارع طوال العام إلى جيب المتحصل والمأمون والشيخ لأن الجميع في الغالب أعوان إلا من رحم الله.
بعد تحصيل الزكاة يتم توريدها على الجمال إلى مركز الناحية ولدى الدولة في مركز الناحية عدد كبير من المخازن الضخمة لخزن الحبوب فيها وقد يتم طلب إرسالها إلى القضاء وقد يتم بيعها في الأسواق بسعر الزمان ،، كل ذلك يخضع لأوامر الإمام مباشرة فهو يعرف كل عزلة وناحية بالاسم واسم شيخها في عموم مملكته والدولة لم تكن تقدم أي خدمة مقابل هذا الجور والظلم الذي يقع على المزارعين فلا أطباء ولا مدارس ولا أي خدمة على الإطلاق فالمزارع هو عماد الدولة من خلال ما يقدمه من زكوات والدولة لا تقدم له شيئاً فالمزارع معزول عن ما حوله يكد ويتعب وفي آخر العام يلاقي الأمرين من تعنت محصلي الزكاة على المزروعات والثمار والمواشي وحتى على عدد النفوس فهناك زكاة تسمى زكاة النفوس (زكاة الفطر) فيدفع المزارع زكاة على نفسه وعلى جميع من يعولهم مرة في العام ولا أعلم هل لها أصل في الإسلام أم لا ؟.
إن أسلوب تحصيل الزكاة كان أحد أسباب اتجاه الناس للهجرة في الأربعينيات والخمسينات من القرن العشرين وتأتي الستينات وما بعدها كتحصيل حاصل لما قبلها.

الاغــــتراب

بدأت مسألة الاغتراب من بعض المزارعين الصغار وكانت أول الأمر إلى العزلة المجاورة بحثاً عن رزق أو حتى إلى (القضوات) البعيدة (جمع قضاء) ثم بدأت الهجرة إلى السودان والحبشة وبالذات إلى مصوع وأسمرة مع (الطليان) كما كانوا يسمون الإيطاليين وكان الذي يغترب تنقطع أخباره تماماً ولا تعرف أسرته أي إخبار إلا عندما يدق الباب عند عودته أو عندما يعود أحد المغتربين ويخبر عن أحوال الآخرين وقد يحمل رسائل منهم مع مبالغ مالية تخفف عن الأسرة قليلاً من شظف العيش وكان السفر إلى مصوع وأسمره وغيرها من المدن الأثيوبية يتم عبر السنابيق وبدون أن يحمل المغترب أي وثيقة رسمية تدل علية فليس هناك شي اسمه بطاقة شخصية ناهيك عن جواز سفر فكان الراغب بالهجرة يقوم (باستلاف) (اقتراض) مبلغ من المال قد يصل إلى خمسة ريالات (فرانصي) أي فضية ويتوجه إلى ساحل تهامة ويقضي عدة أيام مسافراً على قدميه حتى يصل إلى الساحل في الخوخة أو المخأ ويتفق مع أي مالك لسفينة صغيرة (السنبوك) على إيصاله إلى الشاطئ الآخر من البحر الأحمر إلى جزيرة (دهلك) أو (مصوع) وهناك قد يجد أو لا يجد عملاً ويضل أشهر حتى يجد عملاً مناسباً وبعضهم يحصلون على العمل عند وصولهم خاصة المغتربون الذين يجدون أمامهم أناساً من قريتهم فيساعدونهم في الحصول على عمل بشكل سريع … والمغتربون من قريتنا إلى هذه الأماكن كانوا قليلاً جداً مقارنة بالمغتربين بعد ذلك وهذه مجرد مقدمة عن الاغتراب الذي سوف أحاول الحديث عنه بإسهاب أكبر .

القريــــــة

القرية التي أتحدث عنها عبارة عن مدينة مصغرة تحتوي على أكثر من مائة منزل بعض هذه المنازل قديم جداً وبعضها حديث وحديث هنا تعني خمسين سنة على الأقل وهناك منازل قليلة جداً يقل عمرها عن عشر سنوات .
وتنقسم القرية تقريبا إلى قسمين قسم كان يحتوي على أبواب خمسة وسور معظمه منازل متراصة كالسور وعمر هذا القسم غير محدد ولكنه قديم جداً بدون أن نتمكن من تحديد كم هو قديم فليس هناك كتابات تدل على أي منزل متى تم بناؤه.
منازل هذا القسم متراصة متلاصقة شوارعها ضيقة جداً ومبانيها متمايلة ولكنها مسكونة بالبشر وتقع كثير من هذه المنازل على حافة الجبل من الجهة الغربية وهي عبارة عن حصن منيع وارتفاع المنازل من دورين إلى أربعة أدوار في هذا الجزء من القرية وبها بعض المنازل الخربة وهي مكونة من عدة حصون متداخلة بحيث كان يتم اضافة منازل خارج سور الحصن الأساسي ويتم البناء فيها لتكون مكملة للحصن السابق لها ولذلك تجد ان القرية القديمة تحتوي على عدة اسوار داخلها لزيادة تحصينها ولضم المنازل الجديدة اليها لتكون وحدة واحدة.
القسم الثاني (الأحدث) وهي حداثة كما قلت نسبية فهناك منازل خارج أسوار القسم الأول وعمرها أكثر من أربعمائة سنة عرفنا ذالك من تاريخ مكتوب على خشب باب أحد المنازل وكان البناء خارج أسوار القرية القديمة ناتج كما يبدو عن زيادة السكان وعدم وجود أي فراغ داخل أسوار القرية القديمة على الإطلاق فكان طبيعي أن يخرج بعض السكان من القرية للبناء خارجها، ويبدو أن القرية كانت تتعرض للكثير من الاعتداءات دل على ذلك الأبواب والسور الحصين الذي كان موجوداً في فراغات قليلة جداً بين المنازل لأن المنازل كما قلنا تشكل سور بتلاصقها وعدم وجود أي فراغات فيما بينها والمنازل الموجودة خارج القرية تتألف من منازل حديثة نسبياً وقديمة نسبياً واكرر هناك كلمة نسبياً أن الحديثة قد تعني مائة سنة والقديمة تعني أربعمائة سنة أقول هذا لتقريب الصورة من ذهن القارئ.
ومنازل هذا الجزء أكثر استقامة وحجرها أكثر (تشذيباً) أي أنه تم بنائها بعناية والشوارع أكثر اتساعاً ويلاحظ أن هذه المنازل تم بناءها على هيئة كتل متباعدة كل أربعة أو خمسة منازل تشكل كتلة واحدة متراصة وملتفة على بعضها البعض وهي لأسرة واحدة كما يبدو للناظر اليها لأنها متداخلة، وفي فترات لاحقة تم ملئ الفراغات بين هذه الكتل حتى أصبحت متقاربة إلا أن الناظر إليها بتمعن يجدها عدة محلات كانت متباعدة ولكن بفعل التطور والتوسع الطبيعي تلاقت هذه المحلات وأصبحت قرية واحدة والجزء الحديث مكون من سبع أو ثمان مجمعات سكنية كانت متفرقة تفصلها المزارع ولكنها كما قلت ملئت بالمنازل التي وصلت بينها وهذه المجمعات واضحة في ترابطها فهي مبنية متجاورة تماماً ولها بابين في الغالب فقط وفي وسطها فراغ للانتقال من مبنى إلى آخر وتقفل الأبواب من بعد صلاة المغرب وتفتح مع صلاة الفجر.
وفي القرية مسجدان قديمان أحدهما صغير وهو في القسم الأول أي داخل القرية المسورة ويبدو أنه قديم بقدم القرية نفسها والثاني أكبر من الأول وهو في أسفل القرية في القسم الحديث منها وهناك مسجد ثالث حديث عمره لا يتعدى العشر سنوات ووجوده فرضه التطور والاتساع الذي شهدته القرية أول القرن العشرين.
وبالنظر إلى المنازل فإنها على نفس الطراز من حيث الشكل مع اختلاف في التفاصيل الداخلية من حيث حجم الغرفة أو مقدار الإضاءة وحجم النوافذ وحسن البناء من عدمه.
والمنزل يتكون في الغالب من دورين إلى أربعة أدوار وهناك منزلين في القرية يبلغ عدد أدوارها خمسة أدوار وفي القريه القديمة يلاحظ ان البناء كان يتم على اساس ملاحق يتم اضافتها إلى المنزل القديم فتجد ان الغرف متداخلة في بعضها البعض كما ان بعض الغرف أعلى او اخفض من بعض نتيجه لعدم استواء الأرض التي يتم البناء عليهاوعدم الأهتمام بالشكل حيث يستطيع الناظر إلى الشكل العام لمنازل القرية ان يلاحظ الفروق في الأهتمام بالشكل الداخلي والخارجي للمنازل المكونة للقرية ويبدو ان القدرة المادية إلى جانب الفترات الزمنية التي مرة على القرية هي التي حددة ذلك .

وصف المنازل

المنزل يبدأ بالدور الأرضي وهو المسمى (السوافل) مفرده (سافل) وهو مأخوذ كما يبدو من أسفل الشيء وهو عكس أعلى وهذا الدور مظلم تماما وقد يكون فيه بعض الفتحات الصغيرة جداً وهو مخصص للحيوانات فقط أو مخازن للحبوب أومخازن لأكل المواشي اليابس ويكون الدور الأرضي مبني بحجارة ضخمة في الغالب لسهولة تقليب الحجارة عند قطعها في موقع بناء البيت ولكي يكون المنزل قوي البنيان وتصغر الحجارة كلما أرتفع البناء لصعوبة حمل الأحجار وللتخفيف من الثقل الناتج عن تعدد الأدوار.
الدور الثاني قد لا يختلف عن الأسفل بشيء كثير فالظلام مخيم عليه ولكن بشكل أقل لوجود نوافذ على هيئة خمس فتحات صغيرة متجاورة على هيئة فتحتين اسفل وفي الوسط فتحة واحدة وفوقها فتحتين وتشكل هذه الفتحات نافذةً واحدةً وهذه الفتحات الصغيرة تسمح بنفاذ الضوء والهواء ويستخدم هذ الدور كمخازن للحبوب والأعلاف اليابسة وقد يستخدم كسكن لأفراد الأسرة عندما يزداد عددهم وليس بمقدورهم بناء منزل جديد ويكون بيت النار في الغالب في هذا الدور وسوف نتكلم عن بيت النار لاحقا .
والدور الثالث هو الدور الذي يوجد به نوافذ واسعة نسبياً فالوسع هنا يعني في الغالب فتحة (50 سم × 80سم) ولكنها بالنظر إلى الدور الثاني تعتبر كبيرة ولكل غرفة نافذة أو أكثر حسب حجم الغرفة والدور الثاني يستخدم كمخازن للأدوات المختلفة والحبوب بشتى أنواعها وقد يستخدم للسكن عند الحاجة . الدور الثالث يستخدم للسكن للأسرة بكاملها .
الدور الرابع هو الدور المميز وهو يتكون من (مفارج) واسعة النوافذ وقد يكون هذا الدور مقسم إلى جزئين مفرج أو أثنين في جهة وغرفة للسكن في الجهة الأخرى ومن خلال هذا الوصف لم نذكر أين توجد الحمامات ، المطابخ … في حقيقة الأمر ليس هناك حمامات في معظم منازل القرية هناك خمسة أو ستة منازل بها حمامات مبنية على هيئة دائرية ملاصقة للمنزل الرئيسي ولها أبواب إلى الدرج وفيها حمامات أما بقية المنازل فلا توجد حمامات فيها والمطابخ كما قلت ليس لها ذكر لأن هناك في المنزل بيت النار وهو غرفة يوجد فيها المطحن المسمى (المرهاء) وهي التي وصفتها سابقاً وفيها يتم طحن الحبوب وفي نفس الغرفة يوجد (الصُلى) وهي عبارة عن صحن كبير من الفخار موضوع فوق مبنى مجوف يتم إدخال الحطب داخله لتسخين (الصُلى) ويخبز فوقها (اللحوح) و(الفطير) و(الأقراص) و(الرقوق) وهي أنواع الخبز المحلي وكل هذه الأنواع مصنوعة من الذرة والدخن والفطير والرقوق قد يكون من (الحنطة) وهي خاصة بوجبة الغداء.
يوجد في بيت النار هذا أواني من الفخار لحفظ الماء وتسمى (الصاعة) وتتسع لحوالي خمسين لتر ماء وهناك إناء أكبر منها يسمى (القدر) وهو أيضا من الفخار ويتسع لحوالي مائة لتر أو أكثر قليلاً ، وهناك (السكده) وهي الغطاء الذي يوضع فوقه اللحوح والفطير عند نزعه من فوق (الصُلى) وهي حارة وعندما تبرد يتم نقلها إلى سكده أخرى وترص فوق بعضها البعض و
(السكده)عبارة عن إناء من خوص النخيل يتم ضفره على هيئة حبال متماسكة وبداخلها بعض الحشائش التي يلف عليها الخوص وهي ذات أحجام وأشكال متنوعة وتصنع محليا وقت فراغ بعض النسوة خاصة الكبيرات في السن .
هذا بالنسبة لمطبخ الأسرة فماذا عن غرفة النوم ؟
الأب والأم والأبناء مهما كان عددهم يعيشون في غرفة واحدة ليلا ونهارا ويأكلون داخلها وينام الأب فوق (قعيدة) وهي سرير من الخشب ومحبوك بين الأخشاب بـ (الشبط) وهي الحبال المحبوكة والمجدولة من خوص (الطفي) وهي أشجار تشبه أشجار النارجيل تماما وتستخدم سعفها في صنع الحبال ذات أحجام مختلفة وأصغر هذه الحبال المجدولة يسمى (الشبط) الذي يستخدم كأرضية للسرير من خلال ربط هذه الحبال الصغيرة بعارضتي السرير وشدها بطريقة معينة حتى يتم تغطية كامل السرير المسمى قعادة.
والأم تنام على (قعيدة) أخرى والأبناء ينامون على الأرض وحتى تحت الأسرة إذا لزم الأمر أما الفرش فهو في الغالب حصيرة من صنع محلي وبعض المزارعين لديه شملة من الصوف وكبار المزارعين لديهم فرش من القطن على أسرتهم ولأولادهم وأرضية الغرفة في الغالب غير مفروشة أو هي مفروشة ببقايا حصيرة والغطاء بالنسبة للرجل هو مئزره والمرأة لا تحتاج إلى غطاء لأن ملابسها تكفي لتغطيتها.
و في الشتاء يحتاج السكان إلى غطاء سميك وهناك بطانيات لا شكل لها وانتهت ألوانها بفعل الزمن.
وفي غرفة الأسرة يوجد في زاوية من زواياها الموقد المملوء بالنار طول النهار ويوجد (الصاعة) وهي كما قلت من الفخار يوضع فيها الماء للشرب والاستخدام اليومي وفي زاوية أخرى المداعة مع قصبتها وبجوار السقف يوجد (الصفيف) وهو (رفرف) يتم عمله من الخشب المكسو بالطين ويوضع عليه آنية البيت المختلفة وعلب فارغة للزينة ووسط الغرفة تتدلى سلسلة يعلق عليها (الفانوس أو النوارة) ويوجد (كوه) في الجدار أي فتحة غير نافذة مخصصة (لتنكة القاز) التي يتم إشعالها إذا لم يوجد فانوس أو نواره وقد يوجد (المنبر) وهو كرسي خشبي أو أكثر مصنوع من قوائم خشبية ومجدولة فيما بينها بـ(الشبط) وهناك (المرفع) وتوضع فوقه (السكده) التي يوضع فوقها الأكل ليأكل جميع أفراد الأسرة و (المرفع) عبارة عن ماسة صغيرة لها ثلاثة أرجل مفرغة من جميع الجهات ويتحلق حولها جميع أفراد الأسرة وتكون مرتفعة عن الأرض بحوالي ثلاثين سنتيمتر.
كل هذا في غرفة واحدة أطوالها قد لا تزيد عن ثلاثة أمتار في أربعة أمتار وبعضها نصف هذه المساحة.
ومع ذلك كانوا عائشين بهدوء وسكينة والأسرة الكبيرة يذهب الأبناء الكبار للنوم في ديوان الأسرة وهناك يلتقي أبناء العمومة مساء كل يوم ليناموا على الحصير وبكل عمق وهدوء وراحة بال من التعب والإرهاق طول اليوم والولد الذي يتزوج يسكن في غرفة بجوار والديه ويضل في كنفهما وتحت رعايتهما حتى يتوفاهما الله كما ذكرنا سابقاً.
أما لماذا بني المنزل بهذا الترتيب أي سوافل منعدمة النوافذ في الأسفل ودور ثاني بنوافذ صغيرة جداً ودور ثالث بنوافذ كبيرة فذلك يرجع إلى كثرة الحروب التي كانت تحصل بين القبائل ولذلك يبنون بيوتهم على هيئة حصون يصعب اقتحامها فلو وجدت نوافذ في الدور الأسفل سهل اقتحامها ولو وجدت نوافذ في الدور الثاني لوصل إليه المغيرون المحاربون بواسطة السلالم ولذلك لا يوجد نوافذ سوى في الدور الثالث فما فوق طلبا للأمن والتحصين من الأعداء وحتى الأبواب الخارجية فإنها تكون سميكة جدا وبعضها مغطى بالكامل بجرائد من الحديد لمنع عملية احتراقه فيما لو حاول الأعداء إضرام النار فيه والمنزل مبني من الحجارة الكبيرة ولا يوجد في الغالب أي مادة لاحمة بين الحجار ويتم تلبينه من الداخل بـ (الخلب) وهو الطين المعجون بالحشائش ويغطى بالنورة وهناك منازل كثيرة في القرية لا تعرف النورة وداخل المنزل ملبس بالخلب فقط.
وأسقف المنازل تغطى بالخشب الموجود في الحقول وفي الغالب هو من نوع (الذرح) وهو يمتاز بالسيقان الطويلة والمستقيمة ويتم التوصيل بين (الأقبال) وهو اسم الخشب الذي يوضع لتغطية السقف يتم التوصيل بينها بعيدان من الخشب الأصغر سمكا ويوضع فوق هذا الخشب بعد أن يكون قد غطى السقف تماما بحجارة خفيفة تسمي (المشاليف) ومفردها (مشلاف) وهي الحجارة الرقيقة السمك ويصل حجمها حجم الكف أو أصغر أو أكبر قليلاً وبعد ذلك يوضع (الخلب) وهو كما قلنا الطين المخمر بالماء والمخلوط بالحشائش اليابسة أو(التبن) وبعد ذلك يوضع فوقه الطين ويكون السقف مائل إلى جهة معينة توضع فيها (المسرب) وهو (المزراب) أو (الميزاب) والمسرب هو مكان تسريب ماء المطر.
والدور الأخير قد يقضض لدى بعض المزارعين الموسرين والقضاض معروف وهو يصنع من النورة ونوع من أنواع الصخور الهشة يتم طحنها وتخمر ويلبس السقف أو الجدار بها وهو صلب جداً و يمنع تسرب المياه من خلاله ويعيش آلاف السنين كما نشاهده في الآثار.

مساجد القرية

كما سبق وأن قلت أن في القرية ثلاثة مساجد أصغرها هو أقدمها وهو موجود في الجزء الشرقي من القرية المسورة القديمة الموجودة في غرب القرية وجداره جزء من السور وهو مرتفع من الجهة الشرقية بحوالي ثمانية أمتار ثم تبدأ أساسات المسجد وهو عبارة عن مبنى مستطيل من الشرق إلى الغرب وأطواله حوالي ستة أمتار في ثمانية أمتار ومحرابه في الجهة الشمالية مثل جميع مساجد اليمن وله باب واحد ضيق من الجهة الجنوبية وعند الباب يوجد (الماجل) وهو عبارة عن بركة صغيرة ملبسة بالقضاض وتأتيها المياه من سقف المسجد والصوح الصغير الذي بجوار البرك وذلك من الأمطار والمسجد بدون حمامات وهذ المسجد قديم قدم القرية التي لانعرف تاريخ بنائها.
أما المسجد الثاني فهو المسجد (الأسفل) وهذا هو اسمه فهو أكبر المساجد الثلاثة ويأتي في القدم بعد المسجد السابق ولا ندري له تاريخ تأسيس لعدم وجود أي كتابة تدل على ذلك ولكن من شكل المسجد يعرف الناظر إليه أنه تعرض لعدة عمليات توسيع وترميم وتقام فيه صلاة الجمعة للقرية والمحلات المجاورة لها وهو الوحيد الذي تقام فيه صلاة الجمعة ويمتاز هذا الجامع بوجود (ماجل) كبير يظل الماء فيه طوال العام وتأتيه الما من الأمطار التي تسقط على سقف الجامع والصوح الموجود بجوار الماجل، وبجوار الجامع المنزلة وهي غرفة مخصصة لسكن عابري السبيل وتعلو هذه المنزلة منارة صغيرة لا يزيد ارتفاعها عن ثلاثة أمتار تقريبا وهي مربعة وتستخدم للصعود إلى سقف المسجد.
وسقف المسجد والبرك التابعة له مليسة بالقضاض وكذلك خارج المبنى . ومبنى المسجد مستطيل من الشمال إلى الجنوب بطول حوالي ثمانية عشرة متر في عرض حوالي ثمانية أمتار تقريباً وبه ثلاثة صفوف من العقود تحمل السقف وكل صف مكون من ثلاثة عقود وبعض هذه العقود غير مستوية في تقوسها فبعض أقواس العقود تشبه المثلث وبعض هذه العقود جيدة التقوس.
أما المسجد الثالث فهو حديث وتم تشييده في خمسينات القرن العشرين وهو في أعلى القرية ويسمى مسجد الشيخ لأن بانيه هو شيخ العزلة وقد بناه بناءاً جميلاً مقارنة بالمساجد الأخرى وهو مربع المساحة فأطواله هي اثنا عشر متراً في اثنا عشر متر وله بابان في الجنوب وهما كبيران ويطلان على (الصرحة) وهي الصوح المكشوف من المسجد وبجوار الصوح يوجد (الماجل) وهي البركة التي يتم الوضوء فيها وهي واسعة ومحكمة البناء وتم بنائها بالقضاض المتين الذي يمنع تسرب الماء وتحتوي على الدرج الذي يصل إلى أسفلها ويقف عليه الشخص الذي يريد أن يتوضأ وتأتي المياه إلى (الماجل) من الصوح وسقف المسجد عند سقوط الأمطار.
وفي الغالب تكفي (البركة) المصلين طوال العام وفي بعض السنين الجافة تنتهي المياه منها فيقوم السكان بتنظيف (البركة) من الأتربة والأحجار والأوساخ المترسبة أسفلها.
وكما أوضحت ليس هناك حمامات في هذه المساجد وكذلك في معظم المنازل فأين يقضي السكان حاجاتهم ؟ إن الرجال يأتون إلى الحقول الزراعية الموجودة بجوار المسجد فيقضون حاجاتهم في تلك الحقول بحيث يضع الرجل وجهه إلى بناء(الريدة) وخلفه مغطى بالمئزر وبعد قضاء الحاجة ينظف نفسه بالحجارة ثم يتجه إلى (الماجل) فيقوم بالاستنجاء بمياه الماجل وذلك من خلال رفع المئزر وغسل الفرج بالماء بعد ذلك يتمضمض ويستنشق من نفس الماء الذي استنجاء به وهكذا جميع سكان القرية يتوضأ من نفس (البركة) الماجل وتصبح الماء خضراء من كثرة الاستعمال والذي يريد أن يغتسل من الجنابة يأتي في الصباح وينزل في الماجل فيغطس نفسه ويدلك جسمه ثم يصعد ويلبس المئزر وطبعاً عند الاستنجاء ليس هناك ساتر أو حاجز فالكل يرى الآخر وليس هناك شعور بالإحراج لأنها أصبحت عادة يتعود عليها الإنسان من طفولته فلا يجد فيها أي غضاضة ومن كثرة استعمال الماء يتغير لونه من الأخضر إلى الأحمر و يلجأ السكان إلى وضع نبتة مائية تسمي (الطحلب) يوضع كمية منها فوق الماء فتنمو وتتكاثر على الأوساخ الموجودة في ماء الماجل فتعمل على التقليل من الأوساخ بفعل استهلاكها لها و
(الطحلب) نبات يشبه نبات البردي في نهر النيل ولكنه يتكون من ورقة صغيرة جداً حجمها كحجم حبة العدس ولها جذور أي أن النبتة تتكون من جذور وورقة صغيرة وعندما يأتي الرجل الذي يريد أن يتوضأ يعمل على دفع هذا النبات بعيداً عن المكان الذي سيتوضأ منه.
وعند سقوط الأمطار يحصل تخفيف لدرجة تلوث ماء (الماجل) ولكن كلما قل الماء فيه كلما زادت لزوجة الماء وتتغير رائحته ولونه مع ضعف موسم الأمطار.
(وأنا الآن عند التفكير بالحال الذي كان عليه السكان مع المياه أصاب بالدوار فكيف يمكن للإنسان أن يقبل أن يدخل الماء فمه بعد أن يكون قد غسل فرجه فيها وهذا كان حال جميع (المواجل) في مدن وقرى ومحلات اليمن ما عدى المساجد التي تدخل إليها المياه يومياً من الغيول الجارية وهي قليلة جداً).
والجامع – المسجد في القرية مكان تجمع السكان وليس هناك موظفون رسميون عليه لكن هناك مؤذن من أبناء القرية يقوم بهذا العمل تطوعاً وكذلك قيماً للمسجد بنفس الصفة وللمسجد أوقاف يتولاها الذي أوقفها أو أبنائه وأحفاده ويقومون بالصرف على الجامع من غلة ذلك الوقف.
بالنسبة لفرش الجامع فهو من الحصير الذي يتم جلبه من الأسواق المجاورة وخاصة من أسواق تهامة ويتم تجديد الفرش كل عام في شهر رمضان المبارك وهناك بعض الشملات المصنوعة من الصوف في مقدمة المسجد وكذلك يقوم المشرف على المسجد بعملية (نذخ) الجدارات الداخلية والخارجية بالنورة البيضاء (النذخ) هو عملية طلاء الجدران بالنورة البيضاء من خلال إدخال مكنسة يدوية من الخوص بين النورة وضربها بالجدار أو من خلال غرف النورة بـ(المغراف) ورشها في الجدار البعيد.
وبالنسبة للإضاءة في المسجد فالمسجد يملك (نواره) وهي فانوس كبير ويقوم المشرف على المسجد بتوفير (القاز) لها وإشعالها وقت أذان المغرب حتى أنتها صلاة العشاء إي فترة أقل من ساعة تقريباً وفي رمضان المبارك يقوم الشيخ والموسورون من الملاك بإشعال (الاتاريك) واخراجها إلى المسجد لتكون سمة مميزة لرمضان في المسجد وفترة الصلاة للعشاء في رمضان متأخرة عنها في الأيام العادية … وقد يحظى المسجد بأكثر من (أتريك) إنارة طول شهر رمضان المبارك.
وفي الجامع يتم قراءة القرآن بصوت مسموع وقليل من الموجودين يقرأ القرآن بشكل صحيح وسليم وإلا فإن الغالب هو القراءة الغير سليمة وليس هناك بأس بذلك مادام عن عدم قدرة على القراءة … والمصاحف الموجودة في المسجد مخطوطة بخط اليد وقليل منها مطبوعة وهذا المطبوع وصل إلى المسجد في الفترة الأخيرة بواسطة المغتربين وبواسطة الشيخ وأسرته الذين يحرصون على شراء هذه المصاحف من المدن مثل صنعاء و الحديدة والمصاحف القديمة أصبحت مقطعة الأطراف و لكنها مفيدة في ظل عدم وجود البديل وعلى ذكر القرآن هناك عدد كبير من المزارعين الذين يقومون بتلاوة القرآن بصوت مرتفع في منازلهم بعد دخولهم من صلاة الفجر ويكونون في العادة جالسين بجوار النوافذ طلباً للضوء وهى عادة جميلة جداً تشعر السامع بالرهبة والروحانية.

رمضـــــــان

لرمضان مذاق خاص في القرية يختلف عن أي شهر فله طقوس وعادات جميلة جداً بالرغم من أن بعض السنوات يأتي شهر رمضان في مواسم زراعية لا تحتمل تأجيل العمل فيستمر المزارع في عمله بالرغم من أنه صائم ويبدأ شهر رمضان من خلال ترقب ظهور الهلال في نهاية شهر شعبان ويحاول الكثير من السكان البحث عن الهلال بعد غروب الشمس و ذلك بالتجمع في أعالي الجبال وإجهاد أنفسهم بحثاً عن الهلال ونادراً ما يشاهدونه وينتظرون إلى الليل فيشاهدون النيران مشتعلة في رؤوس الجبال من جهة الشرق التي تكون قد استقبلت النيران المشتعلة من الشرق حتى يكون المصدر الأول هو العاصمة صنعاء وأحياناً لا يعلم سكان القرية بدخول رمضان إلا ثاني أيام الشهر الكريم عند وصول أي مسافر قادم من أحد المدن خاصة المدن الساحلية وكذلك نهاية الشهر يتم العلم به بنفس الطريقة وبعد التأكد من دخول شهر رمضان يستعد السكان لتجهيز طعام السحور وليس هناك شيء اسمه ساعة لدى معظم السكان ويعتمدون في تناول سحورهم على دقات طبل يقوم به أحد أفراد أسرة معينة تتوارث هذا العمل دون أن نعرف منذ متى ولماذا هذه الأسرة دون غيرها هي التي تقوم بدق الطبل الكبير إيذاناً بدخول وقت السحور.
وليس هناك تعقيد في استقبال شهر رمضان في القرية فليس هناك أشياء معينة يتم تجهيزها فالأكل هو نفسه في رمضان وغير رمضان والذي يتغير هو وقت تناول الأكل فقط للهم الى قيام بعض الأسر بتوفير الأرز الذي يعتبر وجوده نوعاً من الرفاهية الغير متوفرة لدى الكثيرين كما ان بعض الأسر تحرص على ان يتولى الجزار توفير اللحمة طوال الشهر الكريم ويرسلها الى المنزل ويتم الدفع له في نهاية الشهر او عند الصراب.
ولو نظرنا إلى مائدة الأسرة وقت السحور فسوف نجد أنه يتكون من مأكولات حامية (تسمى دافئة) مكونة من (الزوم=المطيط) وهو عبارة عن دقيق و حليب و بصل مطبوخة معا ويؤكل علية الخبزأو يتم تقديم الفطير أو الأقراص مع الحليب والسمن وهو الأغلب وبعد ذلك يتم تقديم اللحوح مع (العفشة) وهي ناتجة عن طبخ (الرائب - اللبن) على نار هادئة فينتج العفشة وهي شبه صلبة تشبه الجبن (و الوغره) وهي الماء المتخلفة عن فصل (العفشة) وهي بيضاء اللون وحلوة المذاق وقليل من البسباس الذي يغمس به (اللحوح) ثم يغرف به العفشة حتى يتشبع ونرى أن الأكل على هذه الصفة محلي في جميع مكوناته وبعد ذلك تقوم الأسرة بشرب القهوة وهي من (قشر البن) بدون سكر وعندما يقوم المؤذن بالنداء لصلاة الفجر بالأذان الأول يستعد الرجال للتوجه إلى المسجد ولكن ذلك لا يعني الإمساك عن الطعام والشراب ويحرص الجميع على شرب أكبر كمية من الماء قبل أذان الفجر لأن المنطقة حارة خاصة عندما يكون رمضان في فصل الصيف فيعطش الجميع لشدة الحرارة وطول النهار(خاصة اذاكان رمضان في فصل الصيف حيث يجتمع طول النهار مع شدة الحرارة) ويلجا الكثير منهم للاغتسال في (ماجل) المسجد طلباً للبرودة.
وبعد صلاة الفجر يتوجه المزارعون إلى مزارعهم إذا كان رمضان في موسم من مواسم الزراعة وتتوجه النساء إلى (الهيجة) وهي (الغابة-المناطق الغير مزروعة وبها اشجار حرجية يتم قطعها واستخدام اخشابها كحطب وغصونها علف للحيوانات) لإحضار الحطب أو تذهب إلى بئر الماء لإحضار احتياجها من الماء وتذهب أخريات إلى الحقول لإحضار علف الحيوانات ويحرص الجميع على العودة قبل الظهر وقبل اشتداد حرارة الشمس وينامون فور عودتهم وعند حلول وقت الظهر يذهب الرجال والأطفال إلى المسجد لصلاة الظهر ويمكث الكثيرون في المسجد لقراءة القرآن بين صلاتي الظهر والعصر والبعض يعود إلى منزله للنوم مرة ثانية حتى صلاة العصر وبعد صلاة العصر تذهب بعض النسوة لجلب المياه من البئر البعيدة جداً عن القرية ويذهب بعض المزارعين إلى مزارعهم لإكمال ما بدءوه في الصباح ويذهب آخرون للتمشي (دورة) ويكونوا في الغالب مجموعات والدورة تعني الذهاب إلى الحقول للترويح عن النفس وقطع الوقت انتظارا للمغرب.
عند اقتراب موعد صلاة المغرب يتوجه الرجال ومعظم الأطفال إلى المسجد ويتحلقون (حول ماجل) ويملؤن الصرحة (الصوح) انتظارا لأذان المغرب و مع كل أسرة من الأسر صحن من الشفوت يتحلقون حوله و بعضهم لديهم صحن من الشفوت المرشوش بالمرق.
والشفوت عبارة عن لحوح مشبع باللبن الرائب المطحون فيه بعض الخضراوات مثل (الكراث = القشم = البيعه) و الثوم.
وبعض الصائمين يحصلون على (التمر) وهم قلة لأن التمر ليس متوفر محلياً في القرية و يجلب من الأسواق وقليل من الناس يقدر على شرائه وهناك أطفال يكونون في أسطح المنازل بانتظار الأذان فإذا أذن المؤذن صاحوا بصوت واحد
(من صائم فطر على طلعتي و نزلتي) و معناها أن المؤذن قد أذن و أن على الصائمين الإفطار على طلوع الأطفال و نزولهم وكانت هذه الطريقة جيدة لإبلاغ سكان المنازل بالأذان لأن صوت المؤذن لا يبلغ سوى للمنازل المجاورة لأنه لا يوجد ميكرفونات ولا منارات عالية.
بعد صلاة المغرب على عجل يتوجه الجميع إلى منازلهم ويتحلقون حول مائدة واحدة وبالكاد يدخل الشخص يده من الازدحام حول السفرة و يفطرون بالشفوت أولاً ثم بالفطير واللبن و السمن ثم الأرز (لدى البعض فقط) و قد يكون هناك لحمة ومرق لدى الكثيرين في شهر رمضان.
بعد الإفطار الجماعي (كل أسرة على حدة) يأخذ كل شخص (جمنته) التي تحتوي على قهوة القشر ويتوجه إلى المكان الذي يرتاح فيه والأسر الكبيرة يجتمع جميع الرجال والأولاد في الديوان لشرب قهوة (القشر) وعند اكتمال عددهم يقرءون سورة (يس) على هيئة مجموعتين كل مجموعة تقرأ آية ثم تكمل المجموعة الثانية وبعد (يس) يتم قراءة آخر سورة (البقرة) وآخر سورة (الكهف) وآخر سورة (الحشر) وبعد ذلك سورة الإخلاص و المعوذتين و الفاتحة ثم الصلاة على رسول الله وآله.
ثم يقوم كبير العائلة بتلاوة دعاء محفوظ و يكون هذا الدعاء من المأثورات و الجميع يؤمن على ذلك الدعاء و عند الانتهاء تقرأ الفاتحة من قبل الجميع بصوت منخفض وفرادى ويبدأ كبير العائلة بتشغيل (إتريك) القاز وذلك بإضافة مادة (السبرت) لكي يدفأ ثم يشد ويفتح القاز إلى الذبالة فيضيء بشكل قوي معطياً ضوء ابيض مبهر للجميع وخاصة للأطفال الذين يتحلقون حول جدهم مبهورين بما يصنع ثم يقوم أكبر الأولاد بأخذ الأتاريك إلى المسجد استعداداً لصلاة العشاء ويقوم المؤذن بالأذان(وطبعا ليس هناك مكرفونات في المسجد) للناس الذين يتوافدون إلى المسجد للصلاة ويمكثون حوالي نصف ساعة يقرءون القرآن الكريم بصوت مرتفع كلاً بطريقته وأسلوبه وعند الاقتراب من المسجد يسمع دوي صوت المقرئين كأنه النحل حول الخلية وبعد صلاة العشاء وصلاة التراويح يعودون كلاً إلى منزله استعداداً للسمرة فيتجمعون في (الدياوين - جمع ديوان) وفي الغالب كل أسرة وما حولها من المنازل يجتمعون في ديوان ويمضغون القات ومعظم الأوقات يكون لديهم كتاب مثل (الترغيب والترهيب– رياض الصالحين-صحيح مسلم) يقوم أحدهم بالقراءة منه عدة صفحات يتخللها شرح بحسب فهم القارى الذي ليس بالضرورة لديه القدرة الكاملة على الفهم السليم نتيجة للقصور الكبير في التعليم ولكن هذه القرآءت كانت أكثر من مفيدة لأنها تصل الى قلوب لينة مملوءة بالأيمان المطلق بالله سبحانه وتعالى، وطبعاً الديوان مضاء بالأتاريك الذي تحتاج إلى (شد) بمعنى تعبئة بالهواء كل ساعة أو ساعتين بمجرد ضعف قوة الإنارة يقوم أحد الجالسين بإنزاله من السلسلة المتدلية من السقف ويقوم (بشده) وإعادته إلى مكانه وسط الديوان فوق
(المعشرة).
والمعشرة عبارة عن ماسة دائرية ضخمة الحجم قليلة الارتفاع وهي مصنوعه من الخشب توضع عليها (المدائع-جمع مداعة) التي يشرب بها المخزنون الدخان الناتج عن حرق (الحمومي) وهو التبغ المحلي وفي أوقات الأكل يوضع عليها الأكل ويتحلق حولها الناس للأكل وهي بضخامتها تؤدي إلى قدرتها على السماح بتحليق عدد كبير حول السفرة ويكون كبير العائلة في الزاوية الرئيسية من الديوان ويليه الأكبر سناً ولكل شخص من كبار السن مكان محدد لا يمكن لأي شخص أن يجلس فيه وبقية الأماكن (مشاعة) بين الجميع (أي مشترك).
ويحضر الأولاد إلى الديوان لعمل مقالب لبعض الموجودين في الديوان مثل (رقع-خياطة) مئزر أحدهم بـ(الكرباس) الذي يجلس عليه فإذا قام حمل معه الفراش الذي تحته أو أسقط المئزر إذا لم يكن مربوط بشكل جيد.
و(الكرباس) هو الفرش الحصير الذي يفرش به الديوان وهناك في طرفي الديوان (رص) وهي (الدكةالمرتفعة حوالى عشرين سنتيمتر عن مستوى الديوان) وهو مكان مرتفع يجلس عليه كما قلنا كبير العائلة أو الشيخ ويكون مفروشاً ببعض البطانيات أو بعض (الشمل) المصنوعة من الصوف وعند منتصف الليل يقوم الكبار في السن بالتوجه إلى غرفهم يقرءون القرءان وللصلاة الليل والشباب يحتلون الديوان ويمارسون ألعابهم التي يتجمعون لأجلها أو الاستماع إلى القصص التي يحفظها كبار السن عن الزير سالم وعنترة وسيف بن ذي يزن وقليل من الأطفال الأولاد يصمد ويسهر حتى السحور لأن وسائل التسلية محدودة والوقت يمضي ببطء شديد.
وهكذا حتى قرب حلول عيد الفطر المبارك فتستعد الأسرة بشراء ما تيسر من الملابس ومحاولة توفير (حنطة-البر) لغداء العيد أو على الأقل (دخن) وتوفير (عسل) لوجبة الغداء أيضاً وبعض الأسر الكبيرة تحاول توفير فاكهة (الموز) وهذا قمة الترف وهناك مذبوح العيد الذي يحرص الكثير من المزارعين على تربيته منذ شهر رجب لذبحه للأسرة وقد يكون في الغالب كبير.
وفي صباح يوم العيد يقوم الجميع لصلاة الفجر ثم التوجه إلى مصلى العيد وهو مكان خارج القرية يتجمعون فيه لصلاة العيد والخطبة وبعد انتهاء الصلاة والخطبة (التي ينصت لها الجميع ولا يمكن لأحد مغادرة المصلى قبل أنتهاءها) يهرع الجميع للسلام على الجميع بدون استثناء وقد يتقابل الناس المتخاصمين ويتبادلوا السلام بغض النظر عن الخصومة التي بينهم، ويتم السلام من خلال الإمساك بالأيادي وتبادل تقبيلها وقد يتم السلام من خلال تقبيل الأكتاف والشباب يجب أن يقبلو (ركب) آبائهم وكبار العائلة وكل طفل وشاب ينحني إلى ركبة والده أو جده أو عمه ويقوم بتقبيلها حتى الرجال الذين أصبحوا آباء عليهم أن ينحنوا و يقبلون ركب آبائهم أو أعمامهم الأكبر سناً منهم وهذه عادة حميدة والسيئ فيها أنه كان يتم قيام جميع الناس بالانحناء لتقبيل (ركبة) العامل أوأي (مسؤل) يصل إلى القرية أما الإمام فالجميع كبير وصغير شيخ أو نقيب الجميع عليهم الانحناء وتقبيل ركبته وكم كان منظرا مقززا ومنفرا مشاهدة كبار القوم يقبلون ركبة أحد العمال عند زيارته للقرية ونلاحظ صورة الإذلال بأبشع أسلوب (العامل لقب كان يطلق على المسؤل الأول في القضاء او الناحية التي تعرف الأن بالمديرية وغالبا كان العامل من الأسرة الحاكمة او اصهارهم).
وبعد صلاة العيد يعود الناس إلى القرية ويذهبون إلى زيارة أرحامهم من النساء المتزوجات ففي العيد لابد للأب أو للاخ أن يزور بناته أو اخواته أو بنات اخواته وبنات اعمامه المتزوجات وفي العادة يأخذ معه (أجب) وهو كما قلنا زنبيل من الخوص وبه بعض المقاضي مثل (السكر النبات) الزنجبيل، البخور والحلوى المحلية (الجونه) وهي طبق من الخوص بداخله حلوى مصنوعة في تهامه من الدقيق والسكر والسمن وهي عادة حميدة وبعد ذلك ينام الكثير من الناس لأنهم كانو ساهرين الليلة السابقة كونها كانت إمتداداً لرمضان ووقت الغداء يجتمع أفراد الاسرة الواحدة حول صحن واحد للاكل وتأتي النساء المتزوجات من خارج الا يأتين إلى منازل أبائهن أو اخوانهن للغداء في (جفنة واحدة) وهي صحن كبير كان يصنع من الخشب أو من النحاس ويوضع في وسطه الأقراص وحوله بشكل دائري يُسكب العسل والسمن وبا الكاد يتمكن الشخص من ادخال يده إلى تلك (الجفنة) من كثرة الموجودين حولها. و بعد صلاة العصر تجتمع الاسرة الواحدة في الديوان او المفرج وهو اجتماع سنوي يضم أفراد الاسرة الواحدة الذكور وتجتمع النساء لدى اكبرهن سناً في ديوان آخر.
وفي ثاني أيام العيد يبداء الكثير من المزارعين بالتسلل إلى حقولهم الزراعية لمتابعة الاعمال الزراعية خاصة اذا صادف العيد موسماً من المواسم الزراعية التي لاترحم وعملها لايحتمل التأخير وأما الموسرون وملاك الأراضي فيبقون في منازلهم ثاني أيام العيد وثالث أيام العيد وذلك للراحة والخروج في الضحى للتمشية بين الحقول على هيئة جماعات ويوم العيد يذهب الكثير من سكان القرية إلى النوم مبكرين ويسمون هذه الليلة بالليلة (اليتيمة) لأنها تأتي بعد ليالي رمضان ويتركها الناس وينامون فتبقى وحيدة ويحبذون السهر فيها وأحيائها بالصلاة.

أسماء الأدوات التي يستخدمها المزارع

قُنْم:
هو وعاء مصنوع من جلد الأبقار يحمل على الظهر ويستخدم لنقل الحبوب والسماد إلى الحقول ويستخدم لنقل المحاصيل الزراعية من الحقل إلى المنازل وله علائق في وسطه تسمى (المسادل) يتم تثبيتها على اكتاف الرجال والمسدل هو الحبل الذي يتم بواسطته حمل القنم.
الحزْبَه:
إناء من الخوص مصنوعة على هيئة متوازي مستطيلات تحمل خلف الظهر للرجال بواسطة مسادل في وسطها وتستخدم لنقل المحاصيل الزراعية من الحقول إلى المنازل ونقل السماد إلى الحقول.
المجران:
هو المكان الذي يتم فيه إخراج الحبوب من السنابل وهي أرض منسبطة بجوار المحل مساحتها في حدود أربعة متر إلى ستة أمتار تكون ممهدة ونظيفة.
الحنَّيـة:
هي عود من الخشب طويلة معطوفة في وسطها يتم ضرب السنابل بها لأخراج الحبوب وذلك في المجران.
الشريْم:
هو منجل مصنوع محلياً يستخدم في قص المزروعات.
الأجــب: هو الزنبيل المصنوع من خوص النخيل.
الهِجْ:
أله خشبية على هيئة مثلث مفتوح من احد الجهات يوضع فوق كتف الثورعند السنام لسحب المحراث.
الحلــي: هو محراث يصنع محلياً ويتم سحبه بواسطة الثور.
السَاقَة:
هي العصى المثبتة في المحراث ويمسك بها الشخص الذي يحرث.
الشِراع:
قطعتين من الخشب في وسطهما حديدة مصفوفة يتم الحرث بهما وهما اساس المحراث.
اللواثَة:
هي قطعة خشبية او جلدية او حديدية توضع في الفتحة المثبت فيها الخشبه لمنع المفرس او الفأس من الخروج من الخشبة المثبته به.
الغُرابة:
هي مفرس محلي يتم تقليب الأرض بواسطته وهو من أهم الادوات الزراعية.
المِعـول: هو فأس كبير الحجم.
المعْقـرة: هي فأس متوسط الحجم.
الزُبـره: هي مطرقة كبيرة الحجم.
المهـدْه: مطرقة كبيرة الحجم.
الموكـدَه: هي مطرقة من الخشب تستخدم لاستخراج الحبوب من السنابل إذا كانت قليلة.
الخُوص:
هو سكين كبير يصنع محلياً ويستخدم بدلاً من الجنبية ويوضع في وسط جسم المزارع.

أعمال الزراعة والمواسم الزراعية

الذَبْيل: هو السماد البلدي وهو من مخلفات الحيوانات ويتم جمعه سنوياً من أماكن معيشة الحيوانات وتجميعه في أماكن محددة وتركه فترة زمنيه لكي يتخمر.
الروث: هو السماد الناتج عن مخلفات الخيول والحمير.
الضَفْع: هو السماد الناتج من مخلفات البقر.
الحقْبة: هو اصغر وحده زراعية وتكون عبارة عن مساحة صغيرة من الأرض التي لايمكن حرثها بالمحراث وجمعها حقاب.
الرِجمة: هي حقل زراعي يتم عمله بيد الأنسان وهو مجموعة من الحقاب التي لا يمكن حرثها بواسطة الحيوانات لصغر مساحتها.
العُبرْ: وجمعها أعبار وهي الأرض الزراعية التي تكون طويلة ومبني طرفها بالحجار (الريدة).
الرَيده: وجمعها (ريادي) وهي المباني التي تحفظ التربة في الجبال وتكون المزارع الجبلية وسفوح جميع الجبال مبنية بالريادي لتكون الاعبار التي يتم الزراعة فيها ويختلف ارتفاع (الريدة) بحسب انحدار الجبل وتختلف ايضاً مساحة (العُبر) بحسب ذلك الانحدار.
الموقَل: هو (العُبر) الكبيرة المساحة ويكون في الغالب على هيئة حدوة حصان لأنه يكون في وسط وادي محاط بثلاثة جبال.
الدقيقة: هي العبر التي يكون عرضه صغير.
العَراكيز: هي الجذور النباتية المتبقية في الأرض بعد عملية الحصاد.
الحرث: هو عملية تقليب الأرض للتهوية بواسطة المحراث الذي يسحبه الثور.
الطيَاَب: هي عملية تسوية الأرض الزراعية بعد الحرث وتكسير الطين المتحجر وتنعيم الأرض.
الكَرَدْ: هي قطع الطين التي تنتج عن تقليب الأرض بالمحراث ويقوم المزارع بتفتيتها في عملية الطياب.
التَلوم: هي عملية شق الأرض بالمحراث بخطوط متباعدة ووضع البذور فيها.
الرمْث: مرحلة تنظيف الارض من الخشائش الضارة بعد نمو المزروعات.
البدود: عملية قلع الزائد من المزروعات النامية حتى لا يكون كثيف لان الكثرة تجعل المحصول من الحبوب ضعيف.
الحجون: مرحلة من مراحل الزراعة وفيها يتم عمل احواض حول (المزاجد) الزراعية ويلف حول سيقان الذرة التراب لحمايتها من الانكسار بفعل الرياح الشديدة لان سيقان الذرة تكون من هذه المرحلة قد ارتفعت اكثر من مترين وهي بحاجة إلى كمية كبيرة من الماء وبحاجة إلى تراب يسندها من الانكسار.
المْزجَد: هي مجموعة متلاصقة من النباتات التي تنمو مكونة وحدة واحدة.
العذَقْ: هي السنابل الناتجة من المزروعات (الذرة، الدخن) .
النَصيْد: هي مرحلة حصاد النباتات وقطعها بالشريم (لمنجل) ووضعها على (الريادي) لتجف.
القَطَيْف: هو عملية قطع السنابل من سيقانها.
الصَومي: هي سيقان النباتات بعد حصدها وتجفيفها.
الشَرْف: هي أوراق النباتات التي يتم قطفها من سيقان النباتات.
اللحشره: هي ساق النبات الجاف بعد فصل الشرف (الاوراق) عنها.
الحِزْم: هو مجموعة سيقان نباتات الذرة او الدخن مربوطة ببعضها البعض لسهولة حملها.
الشُونة: هي تجميع الاحزمة (الصومي) على هيئة مخروط دائري القاعدة ويتم حفظ الصومي بهذا الشكل فوق بعضه البعض لحفظه من المناخ حتى استخدامه كعلف جاف للحيوانات فترة الجفاف.
الدُجْرة: الكشد، الكشري، محصولات من البقوليات ترافق زراعتها زراعة الذرة وتمثل محصول ثانوي للمزارع.
الخَبْيط: هي عملية ضرب السنابل بالعصي (لحنيه) لاخراج الحبوب منها في المجران بواسطة الحنيه.
المْذح: عملية فصل الشوائب عن الحبوب بواسطة الرياح بعد عملية الخبيط.
المِدفن: خزان ارضي عميق لحفظ الحبوب بداخله من التسوس.
العنَقْه: هي فتحة المدفن ويكون حفره يصل عمقها إلى المتر تقريبا وبعدها يأتي المدفن وتملى بالتراب لمنع دخول الهواء إلى الحبوب المخزنة في المدفن.
المحش: هو حقل زراعي خاص بالحشيش (الحشائش) التي تحصد في موسم علان وتحفض جافة و يستخدم في أيام الجفاف كعلف للحيوانات.
العَصْير: هو الحشيش(الحشائش) التي تحصد في علان وتعصر على هيئة ظفائر ثلاثية وتحفظ في المخازن (الحشيش هنا هي النباتات التي تعلف بها الحيوانات وليس الحشيش المخدر).
الفِراع: عملية تقليم الاشجار الموجودة في الحقول ايام الصيف.
الصُبْه: هي مكان تجميع السماد البلدي وكل شيء مكوم على بعضة البعض يسمى الصُبه.
الجَرَوب: هي عملية قطع الاشجار الموجودة حول المزرعة أو داخلها لان هذه الاشجار تمتص غذء المزروعات لو بقيت بدون قطع.
الشَّول: هو عودة نمود المزروعات من جذورها بعد حصادها اذا سقطت الامطار ويسمى (الخلف) أي أنه يخلف المزروعات المقطوعة.
السَفْخ: هي رمي البذور بكميات كبيرة بين التلم.
البُسطه: هي الذرة التي تم دفنها في المدفن لفترة طويلة حتى تغيرت رائحتها او مذاقها او كليهما.
اللفِلفِة: هي الحشائش الصغيرة او اوراق النباتات الطويلة وتكون متفرقة وجمعها (لفالف).
المِثَالِث: هو الشخص الذي يستأجر الأرض الزراعية من المالك مقابل ثلث المحصول.

الاشجـــار

الجُلجُلان: هو السمسم
شجر التَّولق: هي شجرة معمرة ضخمة ذات اوراق كبيرة وجذع ضخم وتظلل مساحات كبيرة وتستخدم اغصانها كعلف للحيوانات خاصة للجمال وهي في طريقها للانقراض.
شجر الذَّرَح: اشجار تشبه في ارتفاعها اشجار لسرو ولكنها أسرع نمواً منها وسيقانها مستقيمة وتستخدم في سقف المنازل لصلابتها.
شجر الطَنِبْ: هي من الاشجار التي يستفاد من خشبها في صنع الابواب والشبابيك وقد اصبحت قليلة نوعاً ماء.
شجر البَّراء: هي اشجار الجميز كما يسمها اهل الشام وهي مهددة بالانقراض وتمتاز يجذع ضخم وبذورها تؤكل.
شجر اللبَخَ: شجرة كبيرة معمره تكاد تنقرض لعدم الاهتمام بغرس اشجار جديدة من نفس الفصيلة وخشبها من أفضل وأقوى الاخشاب حتى أن المسمار الصلب يصعب عليه الدخول في خشبها.
شجر القُوع: هي من الاشجار ذات الخشب الجيد الذي يستخدم في اسقف المنازل وتستخدم اوراقها في العلاج من بعض الامراض.
شجر الحُمْر: وهي الشجرة التي تنتج (الحُمر) او التمر هندي كما يسمى في بعض البلدان وهي منتشرة بكثرة في الاودية.
شجر العُتم: هي أشجار الزيتون ولكنها بريه ولم يحصل لها تطعيم ولذلك لا تنتج الزيتون وتمتاز بصلابة خشبها.
شجر الشدن: وهي شجيرات شوكية تنتج حبوب يشبه التوت حلو المذاق.
شجر الخالص: يوجد شجرتين او ثلاث فقط من هذه الاشجار وهي تنموا في الشقوق الجبلية وهي من الأشجار النادرة والمعمره.
شجر العَرَج "لسدر": وهي شجرة منتشرة بكثرة ويستخدم خشبها في اشياء كثيرة كما أن زهرتها تعتبر مصدر لأفضل أنواع العسل.
عنب العِظَام: هي أشجار المانجو.
عنب الهند: هي أشجار الباباي
شجر التُمار: هي اشجار متوسطة الحجم ثمارها ذات مذاق حلو وخشبها ذو صلابة عالية.
وهناك شجيرات كثيرة يصعب حصرها او يصعب علي وصفها مثل: الحَلَصْ، الدُفران، البَنَج، ، البُرطُم، الحُميضَه، الكِلبَان، العَدَن، الكَلَح، وغيرها وهي توجد في الهيجة وهي المراعي التي تشبه الغابات من كثرة الاشجار الموجودة فيها.

الملابس والمصوغات الفضية

الجلايه: هي (جلابية) واسعة فضفاضة تلبسها النساء في الريف وتمتاز بكم واسع هو يُعطي جسم المرأة كاملاً وتقوم المرأة برفعه من الأمام وتثبيتها على جانبي الوركين بحيث تكون خلفها مغطى على هينة مثلث رأسه إلى أسفل.
الرُقعـة: هي سروال مصنوع محلياً ويكون قماشه سميكاً ويكون واسعاً من اعلاه وضيقاً عند القدمين ويكون مخططاً بشكل طولي وغالباً خطوط بيضاء وسوداء او صفراء وسوداء.
القَمْيَص: جلابة سوداء اللون منقوش على الصدر والظهر وتلبسه في الغالب النساء الارامل وكبيرات السن.
المَصَر: هو منديل يغطى به الرأس للمرأة وتلبسه بشكل يشبه قبعة الرجل.
المِدرعة: هي الشميز(القميص) الذي يتم خياطته محلياً يدوياً وهو مفتوح من أعلى الصدر ويلبسه الرجال ويتم ربطه في وسط البطن بواسطة (الزناقه).
الزِناقـة:هي المشبك الذي يستخدم لشبك الملابس بعضها ببعض.
الزْنَـه: هي ثوب ساتر لجميع الجسم وتكون بيضاء أو مخططة للرجل وتكون ملونة للمرأة.
الصارِمْية: هي الطرحة التي تلبسها العروس لليلة زفافها وليست بيضاء بل ملونة.
الدُقــه: عقد من الفضه يوضع حول الرقبة للمرأة.
اللبـَّـه: عقد كبير من الفضة يمتد من الرقبة إلى اعلى البطن.
الحُنيثيه: عقد من الفضه يلف بها الرأس.
الدُملجي: أسويرة كبيرة توضع حول المعصم.
الوضح: اسويرة كبيرة توضع حول الساعد.
الشيْلات: هي الحلي الفضية التي توضع في الاذن.
المُشقر: في الاصل مجموعة من الرياحين يتم وضعها خلف الاذن اليمنى وخلف الرقبة وهناك حلى فضية على هيئة مُشقر توضع خلف الاذن.
المرَاكني: قماش أبيض يميل إلى الصُفرة متين يستخدم في تفصيل ملابس للرجال.

اسماء الحيوانات

خُشْفَره / صرصور
شُبعَبَه / العنكبوت
الذّر / نمل الصغير
القُعموص/ نمل اسود قارص
النَّامية / نمل أسود غير قارص يأكل الحبوب بشكل كبير.
التُلزقة/ الوزغة / لبرص
الشُفندغه / الضفدع
الجَبَابه / الحرباء
الخُضاري / الضب الصغير
العُرجي / الضبع
الدِم / القط
البَهِيمة / انثى الحمار
الطاوية / بيت العنكبوت
الهجفه / الحمامه
العُضلي/ الفأر

الأدوات المنزلية

التنكه: هي صفيحة من الزنك سعتها عشرون لتر والتنكة إناء صغير بحجم علبة الفول أو اصغر لها غطاء ووسط الغطاء فتحة يوضع فيها خيط من القطن ويُملى بالقاز ويتم انارتها.
الذُبالة: هي خيط سميك من القطن يوضع بين القاز ويشعل طرفها وهناك ذُبالة خاصة بالفانوس عبارة عن خيوط قطنية مغزولة بشكل مسطح.
النوَّاره: هو أداة للأنارة وهي اكبر من الفانوس.
الاتِريك: هي أداة للأنارة القوية بواسطة القاز وضغط الهواء.
القَـاز: هو الكيروسين ويستخدم للأنارة بدلاً عن الزيوت النباتية التي كانت تستخدم للأنارة قبل وجود القاز.
المَنَهز: هو وعاء من نبات الدباء الكبير الحجم ويستخدم في عملية تخمير الحليب ثم (هز) أو خض الحليب وفصل السمن عن الحليب وتحويله إلى لبن رائب.
المَرهاء: هي مطحن مصنوع محلياً من صخور النيس الخشنة ويستخدم في طحن الحبوب.
القُطـب: هو الوتد الذي يثبت في وسط المرهاء (المطحن) ليدور حوله القرص العلوي من المطحن.
الموقـد: أناء من الحديد أو النحاس يوضع به النار ويوضع فوقه اواني المطبخ واواني صنع القهوة.
البُرمـة: إناء من الفخار مجوفة من الوسط وضيقة من الاسفل والاعلى ويطبخ بداخله اللحم والمرق.
المَصَرب: إناء من الخوص يستخدم في أعمال المنزل المختلفة فتوضع بداخله الملابس ويعلق في المنزل أو يملئ بالحبوب وهو زنبيل ضخم.
الصَّلى: عبارة عن صحن كبير من الفخار يثبت فوق مبنى مجوف يدخل به الحطب ويسخن الصحن ويخبز فوقه الخبز مثل اللحوح ، الفطير ، الاقراص، الرقوق .
الصَاعة: إناء فخاري يحفظ به الماء.
القِـدر: إناء فخاري اكبر من الصاعة لحفظ الماء.
المسَقى: إناء فخاري متوسط الحجم لحفظ الماء.
السِكده: غطاء من الخوص يصنع على هيئة حبال دائرية متماسكة ويستخدم في الاعمال المنزلية كالصحن.
القِعادة: القعيده هي سرير مصنوع من الخشب والمثبت بحبال (الشُبط) المصنوع من سعف النخيل.
الشُبـط: حبال صغيرة مجدولة من سعف النخيل بأطوال مختلفة.
الصفَيفَ: هو (رف) يكون في الغرفة بجوار السقف ويحفظ فوقه أدوات المنزل.
المِنبـر: كرسي للجلوس مصنوع من الخشب وحبال الشبط.
المرَفع: ماسة صغيرة ذات ثلاثة أرجل مفرغة من جميع الجهات ويوضع فوقها الاكل.
المَرفَع: هو طبل كبير من النحاس والجلد ويتم أستخدامه في الحفلات والأعراس وهو مطابق في الأسم لمرفع الأكل.
الملَكد: هو الهون الذي يدق به البهارات.
الطَنَبور: هو الإناء الذي يُغرف به الماء ويشرب الماء.
المرُغد: هو برمة صغيرة مصنوعة من الفخار.
الشِقفه: هي ملعقة ، مغرفة من نبات الدباء الصغير الحجم.
الكِرباس: هو بساط مصنوع من سعف النخيل يفرش به المنازل والدياوين والمساجد.
لأجَـبِ: زنيل مصنوع من خوص النحل.
الجفنه: هي الصحن الكبير الذي يوضع بداخله الاكل ويتحلق حوله جميع أفراد الاسرة لتناول الطعام.
المعشرة: هي ماسة كبيرة الحجم دائرية الشكل قليلة الأرتفاع عن الأرض مصنوعة من الخشب ويوضع فوقها (المدائع) أو يتم الاكل فوقها.
العَفْشه: هي منتج محلي من الحليب بحيث يتم غلي اللبن الرائب على نار هادئة فتفصل المواد الصلبة عن السائلة مكونه ما يسمى بالعفشه وهي هشه بيضاء اللون تشبه الجبنة.
الوغَره: هي السائل الناتج عن فصل العفشه وهي ماء صافي يميل إلى اللون الاصفر ومذاقها لطيف.
الرِهي: هو الطحين المخلوط بالماء الناتج عن طحين الحبوب بواسطة المرها.
السليط: هو زيت السمسم او زيت الخردل.
المِزان: هي عملية تجفيف اماكن الحيوانات من خلال وضع حشائش يابسه وأتربه ناعمة.
الحُزْمه: هي ما تحمله المرأة فوق رأسها من علف اخضر للحيوانات او علف مجفف او خطب.
اللحوح: هو خبز يتم عمله فوق (الصلى) من طحين مخفف بالماء ومخمر من اليوم السابق ويكون وجهه مملوء بالفتحات الناتجة عن خروج الهواء الناتج من التخمر.
الرُقوق: خبز رقيق غير مخمر.
الأقراص: هي خبز ناتج عن تخير الطحين المخفف بالماء من اليوم السابق ويكون طعمه مائل للحموضه.
الفَطيـر: خبز غير مخمر.
النبـات: هو سُكر مطبوخ على هيئة أقراص ولونه أصفر وأحيانا ابيض.
المُحبب: هو السكر المتبلور.
الرائب: هو احد منتجات الحليب بعد تخميره ونزع السمن منه بطريقة الخضن المتواصل حتى تتجمع الحبيبات الدهنية على هيئة كتلة من الزبده ويسمى اللبن في بعض المناطق.
السَّافل: هي غرفة أو غرف في الدور الارضي مخصصة للحيوانات.
الـرَّص: هي دكة في زاوية المنزل.
النَـذخ: هي عملية طلاء جدران المنزل بالنوره بواسطة غمس المكنس بالنوره وضربها بالجدران أوغرف النوره بالمغراف ونزفه إلى عرض الجدار.
الصَحَف: هي الاخشاب الصغيرة التي توضع فوق الاقبال لتغطية سقف البيت بها.
الاقبْـال: هي الاخشاب الطويلة التي يُسقف فيها المنزل

ألأشعار ذات البيت الواحد
الأشعار ذات البيت الواحد هي التي يتغنى بها المزارعون والرعاةفي المراعي البعيدة عن القرية والنساء عند ذهابهن إلى الحقول أو عند ذهابهن لأحضار الماء من بئر الماء البعيدة عن القرية وهذ مجرد نموذج بسيط وهو من ما أحفظه و يحفظه خالي المهنس محمد محمد النويرة الذي لم يترك مناسبة تمر دون ان يحثني على اكمال ما بدئته منذ فترة طويلة وبعض ما ورد في بحث للبنت أفراح النمري من الأمثال الشعبية وكم اتمنى ان يكون هناك تسجيل للموروث الذي كاد ان يندثر وهذه بعض هذه الأشعاران صح التعبير:
طلعت راس الجبل دعيت يا شوعي

واني ببنت الجمالي طالعه القوعي

* * *
طلعت راس الجبل راس الجبل عالي

ياريت من خزنك يا قات نجراني

ذيه المليم وذيه العنبرود اطعم

والقات من حق بي والماء من المعين المعين

يا طالعين الجبل عيني رمت فيكم

هاتو الدوة والقلم شاكتب اساميكم

* * *
يا مسلمين يا عباد الله انا خايف

من الشوش والعساكر بيتنا طارف

يا ريت والله وصندوق الطرب عندي

شا طلعه المنظرة واسمر عليه وحدي

* * *
يا هل علمي ماذا العيب في خالي

زوج بناته ثلاث ونا عزب مالي

* * *
قلبي تولع بثنتين يا عباد الله

بنت الحماطي وبنت الخال فضل الله

* * *
حلفت واقسمت لا لي ورد لاهبلك

لا نقسم الحب ناصفة وشا زدلك

* * *
والله وبالله ولا لي من بلاك حيله

لا نطرح الروح فوق الروح ذلحينة

* * *
يا هل علمي لما مقبل عشق وردة

والوجه صابر حمار اما القفا قرعه

([1]) المحذاف، النبوت، الموزر، أسماء لأنواع البنادق التي كانت معروفة ذلك الوقت.

([2]) الشيخ محمد ناصر حسن النويرة من كبار التجار في بني عمارة وكان في فترة من الفترات شيخاً على بني عمارة.

([3]) السالمي من السوالمة قبيلة من القبائل الكبيرة في حدود حجة المحويت..

([4]) عداعيد، الحواصلة، طحامة، من القبائل المعروفة في المنطقة.

([5]) سراع: من القبائل القوية والكثيرة العدد.

([6]) طلبان نوع من أنواع البنادق صناعة إيطالية.

شوق قلبي صرب قبل يوم لحد
	قيل النبوت والمحذاف^([1]) يقهب
واذليل القلب أللي يهتاب منه
شوقنا نبوت أبو معبر مشرق
	وأجماعه دقته شره وحرق
لا تهموه كل من يديه يومه
***
الشيخ محمد^([2]) مقدمي في كل وادي
	بندقه نبوت يرمي به صديري
بلغو لي السالمي وأهل الشراقي
	يذبحوا ثورين بالله للعماري
ذا بن ناصر شيخ فراق المحاضر
***
شيخ محمد راقب الله لا تكبر
	راس مالك قصفتين كن شاتحضر
دفروا له مثلما السيل دفار
قال أنا الموزر أنا قاسي حديده
	لا حمي يومه أنا جلي المضيقة
خرج النبوت بالله شا نتجارب
قال أنا المحذاف أنا دولة وعراف
	ورصاصي بو صفر تشل مرداف
من بلاد الشام تسمع له دوالي

بلغوا لي السالمي^([3]) قوم المغاني
	يحزب البندقه ولا يستر يرامي
لا سقى يوم الخميس قد مات ضامي
واعدا عيد واعدا عيد^([4]) لا تكبر
	حوصلي يٌقتل ويُقبر لحمه في مجزر
والجزاء لا بد منه
***
واسراع سبعين خيره واسراع^([5]) سعين خيره
	بطل الكبره ودور لك بصيره
عندنا طليان^([6]) أبو بكره وسيلة
مونته في القرش ما تملي بطونه

الله يا فك العسر	يا من لك العطاء
يا من لك الشأن العظيم	تأمر بما تشاء
يا قاهراً فو ق العباد	يا خالق الملاء
يا رافع السبع الطباق	تمشي سحاب وماء
نسألك بالبيت العتيق	والأرض والسماء
تغفر لنا يوم الندى	والحشر واللقاء
إذا نوى الحاج بالعزوم	شجوه بالبكاء
واستودعوه فرض السلام	بالكف واليداء
واستيقن البيت العتيق	مروه بالصفاء
وطف على الاركان جميع	وادعه بما تشاء
ضب الأذان وسط الحرم	ظاهر بلا خفاء
وقت الوقوف في عرفة	هي تغسل البلاء
وفي منى صفق الدماء	يرضوه بالفداء
والجمرات المكسفات	يرموه بالحصاء
وأنزل إلى الكعبة وطف	وفي منى المساء
لا بد يعطيك الجميع	الستر واللقاء
وأعزم وزر قبر النبي	وفرده إبتداء
وأكثر بذكره تستفيد	تنجى من الرداء
وإقراء الفواتح للكرام	كانم له الفداء
لي جاهدوا وقت الظلال	واسقوه من حماء
وقول بسم الله عليك	يا باسط اليداء
نسألك تجمع شملنا	بالأهل والبقاء
وأركب على البابور وسر	من فوق بحر ماء
وأنزل من البابور وقف	وأرسل بذا الشبراء
واطوي التهايم واختلف	واصطاد من الظباء

1	وارث ولا كاسب: ويضرب لمن لديه أموال كثيرة ورثها عن أسرته.
2	ما يرجع على قذفه الا الكلب: ويضرب لمن يعطي عطيه أو هديه ثم يحاول استرجاعها و(القذف) هو ما يخرج من الجوف ويسمى (طراش) أو (قي).
3	ما يلطم مرتين الا أخس الطيور: بمعنى انه لا يتعرض للعقوبة مرتين على نفس الذنب الا الإنسان البليد (اخس) بمعنى (أسوء).
4	الذي ما معه أخ ناسب (إذا ما معك أخ ناسبت): ويضرب للإنسان الذي يتزوج أو يزوج اسرة كريمة لكي يصبحوا أخوة بجانبه.
5	اخطب لأبنتك ولا تخطب لأبنك: وهو يضرب لمن يحاول أختيار زوجه لأبنه على مزاجه.
6	صاحب المهرتين كذاب: ويضرب لمن يحاول أن يعمل أعمال متعددة.
7	اذا كبر أبنك خاوه(خاويه): ويقال للإنسان الذي لايعرف كيف يتصرف مع أبناءه ويظل يعاملهم وكأنهم أطفال.
8	من نظر لقصر السلطان خرب ديمته: ويضرب للشخص الذي يتطلع الى ما عند الآخرين ويحاول مجاراتهم (والديمة) هي الغرفة الصغيرة المتواضعة.
9	بيت الأسد ما يخلي من العظام: ويضرب للإنسان الذي يلجاء اليه الناس في طلب حاجاتهم ويجدون عنده معظم هذه الحاجات.
10	من كثر هداره قل مقداره: ويضرب للإنسان الثرثار الذي يتكلم بإستمرار حتى يكرهه الناس.
11	ضعيف مالي ولا جيد الأصحاب: ويضرب عندما يقوم أحدهم بالاستخفاف بما عند الآخرين فاضعف شيء عند الإنسان أفضل من أي شيء عند الاخرين.
12	من كان روحه بيد غيره مات معذب: ويضرب لمن كانت حاجته عند الآخرين وهم لا يعطوه هذه الحاجة ويعذبونه في قضاء حاجته.
13	من زاده بيد غيره طال جوعه: ويضرب لمن كانت حاجته عند الآخرين ومن الصعب الوصول الى هذه الحاجة.
14	لفت على الجائع بطيء: ويضرب لمن كانت حاجته عند الآخرين وهم يعطونه إياها بالتقسيط.
15	إذا خرج البرقوق شق مالك شقوق: هذا من الامثال الزراعية وهو يدل على احد مواسم الزراعة وهو موسم الحرث وشق الأرض بتجهيزها للزراعة.
16	لا تشل مره ومعها باقي سفره: وهو يضرب للمرأة التي يكون معها شيء وهي تمن على الأخرين بما عندها أي لا تتزوج إمرأة ومعها أي شيء.
17	من ركب على جملين امتلخ(أي انقسم نصفين): ويضرب للإنسان الذي يعمل عملين متضادين ومتعاكسين.
18	النصر في البكر: ويضرب للإنسان الذي يعمل العمل بوقت مبكر ويقدر على اعماله.
19	الذي ما جاد أول زمانه ما جاد والرأس شايب: يضرب للإنسان الكبير في السن وهو لم يفلح في نفع نفسه وأولاده واسرته منذ باكورة شبابه.
20	لا ترحم الا والف( الوالف: المعتاد على شيء معين): ويضرب للإنسان المعتاد على شيء ثم يفقده ولا يستطيع ان يحصل عليه.
21	اليهودي يهودي ولو أسلم: ويضرب للإنسان الذي لا يأتي بخير ولو أدعى بغير ذلك.
22	إرمث ولو بشوكه: والرمث هو احد الاعمال الزراعية وهو خدمة الأرض وتقيلبها عند بداية ظهور الزرع.
23	صوتك ولا صورتك: ويضرب للإنسان الذي تسمع صوته وتحس بجماله فإذا رايت صورته كانت على غير ما تتخيل من الجمال.
24	كل من يرى حماره فرس: ويضرب للإنسان الذي يصف ما يملكه بأوصاف غير موجودة فيه أو مبالغ فيها.
25	القرد في عين امه غزال ويضرب للإنسان الذي يصف ما يملكه بأوصاف غير موجودة فيه أو مبالغ فيها.
26	لا تزرع الا أرضك ولا تربي الا ولدك: ويضرب هذا المثل في الإنسان الذي يعمل في غير ما يملك أو يربي غير أبناءه.
27	ابن الأبن أبني وابن البنت لا: ويقول هذا المثل الجد عند اختلاف احفاده ابناء البنات وابناء الاولاد فهو يعتبر أولاد أبنه هم أولاده بعكس أبناء البنات فليسوا من صلبه.
28	من بزى الرجال ما خاب( بزى = ربى): ويضرب للرجل الذي يربي أولاده فإنه لا يخيب منهم.
29	الغُربه كُُربه: يقولها الانسان المغترب البعيد عن وطنه.
30	كل عود ينفح بدرفه( ينفح = يُخرج) (درفه= رائحته): يقال للإنسان المحسن الذي يعمل الشيء الجيد كما يقال للإنسان السيء الذي يعمل الأشياء السيئة وكل إنسان يعمل حسب أصله مثل الخشب الذي لدى بعضه رائحة طيبة والبعض الأخر ليس له رائحة او رائحة كريهه.
31	لا تقبصيني ولا أشتي لك عسل(القبص= اللسع): ويقال للإنسان الذي يدعي أنه يخدمك ويقدم لك منفعه وهو في واقع الأمر يضرك بأفعاله.
32	ما قد مطلب قسم اقراص(المطلب- الشحات): يضرب للإنسان الذي يدعي الكرم وهو لا يفعل ذلك.
33	يا الله بضيف نكرم بجاهه: يقال على هيئة دعاء بان يرزق ضيف يستفيد من وجوده في الحصول على مبتغاه.
34	من أكل بالثنتين أختنق (الاثنين = اليدين): ويقال لمن يحاول الحصول على اكثر من شيء في وقت واحد.
35	دِم البيتين يضيع في الطريق (الدم= القط): ويضرب للإنسان الذي يعتمد على جهتين مختلفتين وكل جهة تعتقد انه عند الآخرى.
36	اكسب الدم ولا تكسب الدمه(الدم، الدمه = القط والقطة): ويقال لمن يحاول الحصول على شيئين من نفس النوع.
37	الباب اللي يجي منه الريح سده واستريح: ويقال عندما يتخلص أحد الناس من موضوع كان السبب في خلق مشاكل له.
38	المُدي الله والمُدي كريم( المدي = المعُطي): ويقال للواهب بأن المعطي هو الله وهو اكرم من كل كريم.
39	مطر الغوابر جوابر(الغابر احد نجوم الزراعة وتمتلئ السماء بالغبار الصاعد من تهامة سبب جفاف الأرض)( والجوابر بمعنى يعوض ما فات): ويقال عند نزول المطر في نجم الغابر بأنه بعوض ما فات من الزروع.
40	برد الوقوف يحل بالسقوف: والوقوف هو فترة توقف الشمس عند نهاية حركتها جنوباً وشمالاً ثم عودتها ويضرب للتدليل على شدة البرد.
41	صبري على نفسي ولا صبر الناس علي: ويقال عندما يكون الإنسان بحاجة لشيء معين ولكنه لا يطلبه من الآخرين.
42	قليل مستمر ولا كثير منقطع: ويقال لمن يطلب الحصول على شيء كثير في وقت واحد.
43	الطمع فرق ما جمع: ويقال للإنسان الذي يطمع للحصول على شيء ويفقد ما هو موجود عنده.
44	من ودع ضيع: ويقال لمن يودع أي شيء عند الناس فإذا كان غير حريص على حاجته فهل سيكون الناس اكثر حص منه.
45	من قال حقي غلب: ويقال عندما يطالب احد الناس بما يملكه وهو عند الآخرين الذين يحاولون المماطلة.
46	قاعده كذابه ولا ألف شاهد: والقاعدة هي الوثيقة التي تفيد التملك وتقال عند وجود متخاصمين على مكان معين واحدهما لديه بصيرة والأخر عنده شهود.
47	من شرِك ملِك (الشريك- هو الأجير): وتقال للإنسان الذي يستأجر مال بأنه اصبح مثل المالك.
48	من جالس جانس: وتقال للإنسان الذي يتصرف تصرف غير ماهو معتاد عليه وهو يماثل تصرفات أناس آخرين هو يسايرهم ويعيش معهم.
49	الحر تكفيه الإشارة والنذل لا: ويقال للإنسان الذي يحاول لأخرون إفهامه وهو لا يفهم ويظل على عناده ولا ينفع معه إلا القوة.
50	من أشغم على غير امه سلي( أشغم = زعل = غضب) (سلي= عاد عن غضبه): ويقال للإنسان الذي يغضب من الآخرين بمناسبة وبغير مناسبة.
51	إخبه مظليف الحمار يقل لك الدهر هاته(اخب= احفظ) ( المظليف= الحافر): ويقال عندما يقوم احد الأشخاص بحفظ بعض الأشياء التي لا يحتاج اليها وقت حفظها إلا انه قد يحتاج اليها مع مرور الدهر.
52	المشتري احنج من البايع (أحنج- أحرص): ويقال عندما يقوم شخص بنصيحة شخص أخر على شيء لديه مثل ان يوصي والد الفتاة زجها فيقول الزوج هذا المثل.
53	لا ترحم من مات وارحم من خف عقله(خف = ضعف): يقال عند مشاهدة شخص مجنون لأن الميت قد استراح أما المجنون فهو متعب ويستحق الشفقة والرحمه.
54	من ورث ما مات: ويقال عند موت أحد الأشخاص ولديه أولاد بأنه لم يمت لأن أولاده موجودين وهم يخلفونه وكأنه حي يرزق كما يقال عندما يكون الأبناء بنفس الطباع الجيدة التي كانت عند والدهم واستطاعوا أن يشغلوا المكان الذي كان أبوهم يملئة.
55	واحد ولا إثنين: ويقال عند فقد شيء ويكون سبب لفقدان شيء أخر يفترض القصاص منه مثل ان يقتل احد الأخوين أخاه والمطلوب القصاص من القاتل فيقال فقدان واحد أهون من فقدان الاثنين.
56	تقبح الموت وعاش اليتيم(تقبح- عمل لشيء قبيح): وكأن الموت يريد الإنتقام من اليتيم ويقال عند مشاهدة أحد الأيتام وهو يعيش حياة مريحة في الوقت الذي كان الناس يعتقدون انه سوف يتعب بسبب اليتم.
57	بيضه في الدقم ولا فرخ يطير(الدُقم- الفم) (طير في اليد ولا عشرة على الشجرة): يقال عندما يكون لدى الإنسان شيء ويطلب منه تركه للحصول على أفضل منه وهو غير متأكد من حصوله عليه.
58	طريق الأمان ولو مسيرة ثمان(مسيرة-مسافة): يقال عندما يكون هناك طريق قريبة ولكنها غير آمنه وكذلك عند وجود عمل له أكثر من وجه احدها مشرع ولكنه متعب والأخر غير مشروع ولكنه سهل.
59	كم سعيده بسوق البيض: يقال عندما أحدهم يفتخر بنفسه ويُقال له أن أمثاله كثير فلا يفتخر.
60	من رعى الطرف رعى الوسط: ويقال عندما يتعدى احدهم على شيء وهو بسيط فيقال له ما دام عملت هذا الشيء البسيط فسوف تعمل الشيء الأكبر منه ومثله يقال (من سرق قليل فإنه سيسرق الكثير).
61	لا تسأل عن السوق وانت في طرفه لا تسال عن السوق وانت واصل اليه: ويقال للإنسان الذي يسال عن موضوع معين وهو في حقيقة الأمر سوف يعرفه دون سؤال.
62	الحاذق يخرج من السوق عطل: ويقال للإنسان الذي يكثر من التردد وعدم إتخاذ القرار بشكل سريع.
63	ضربوه في السوق رجع فوق أهل بيته: ويقال للإنسان الذي يصب جام غضبه على الأخرين الأقل منه شأن.
64	من تعلى رجم ومن توطى تكلم(تعلى = أرتفع) (توطى = انخفض): ويقال للإنسان الذي رتفع مقداره فهو يستطيع التأثير على الآخرين أما الذي انخفض فإنه يكتفي بالكلام الذي لا طائل تحته.
65	ساير الجيد ولو تحمله ولا تساير الفسل ولو يحملك (الفسل= الإنسان غير الجيد = غير الوفي): ويقال عندما يتخلى بعض الناس عن أصدقائهم عند الحاجة اليهم ووقوف البعض الآخر بجانبهم.
66	الجيد معروف بشمله(الشملة – الملابس الخشنة): يقال للإنسان الذي لا يتكلف في شكله وملابسه ولكنه في حقيقة الأمر من علية القوم سواء في النسب أو الجاه أو الكرم.
67	يبان الظرف من عنوانه (يبان= يُعرف): ويقال لمن حاول أن يدعي غير ما يبطن أو من شكل الإنسان او تصرفه.
68	من ضرب الرماد طار إلى عيونه: ويضرب للإنسان الذي يختلق المشاكل وانه سوف يتأثر هو بالمشاكل قبل الآخرين.
69	واحده بواحده والبادئ أظلم: ويقال عندما يقوم احد الأشخاص برد فعل على عمل قام به شخص آخر فيقال له لماذا فعلت ذلك فيقول هذا المثل.
70	ما ينفعك ما مع أخوك ولا سراجه يضي لك: ويقال عندما يكون احد الأشخاص محتاج الى شيء معين فيقال له هو موجود عند أخوك أو قريبك فيرد بهذا المثل.
71	لا تربط حمارك جنب حمار المدبر يدبرك (الدبور- هو الفال السيء) وهو من الأدبار وهو عكس القبول): ويقال للإنسان الذي تكون مشاكله كثيرة ويفترض في الآخرين عدم مجالسته حتى لا يحصل لهم مشالك بسببه.
72	لا تشقى مع من شقي يلقيك ما قد لقي: أي إن الإنسان الذي قد تعب وحصل له المشقه الكبيرة فإنه سوف يجعلك تواجه ما قد واجهه من المشقة (يلقيك ما قد لقي – يحصل لك ما قد حصل له من التعب والمشقة).
73	الشاقي الناصح لا يبقى شاقي (الشاقي = العامل). ويقال للإنسان الذي يعمل بجد واجتهاد مع الناس فإنه لا يمكنه ان يبقى كما هو بل لابد ان يصبح ذا مال لأنه مجد في عمله.
74	لا تقل يا سارق الا ويدك بحلقه(إلا ويده في جيبك): يقال للإنسان الذي يتهم الناس دون ان يكون لديه بينه عليهم ويستعجل في الأحكام.
75	ياهارب من الثور إلى سافله(السافله هو المكان المخصص للحيوانات ويكون اسفل المنزل أو خارجه): ويقال للإنسان الذي يهرب من موضوع معين أو شخص ويذهب الى وسط ما يخاف منه.
76	الحق الكذاب إلى باب بيته: ويقال للإنسان الذي يتكلم وهو لا يوفي بكلامه وهو كثير الكذب ويدعي ان كلامه صدق فيقال هذا المثل وانه على الإنسان ان يتحقق من كلامه الى النهاية.
77	لا تجعل الغنم راس مالك ولا تخلهن من ديارك: يقال للشخص الذي يجعل رأس ماله من نوع واحد ويقابله القول بعدم جعل جميع البيض في سله واحدة لأنها إذا سقطت انكسر كل ما فيها .
78	من ذرا له ذرا ومن تأخر تأخر: والمذري هو وضع الحبوب في الأرض وهي نصيحة بعدم التأخر في المذراء عن المواسم المحددة لها.
79	لا تترك المولعي يقطف لك ولا عزب يخطب لك: ويقال عندما يتم تكليف أي إنسان بعمل معين فيقوم بالإستفادة منه بصفة شخصية.
80	ما جُعلت الطريق طريقين الا للخطيب والطليقه: وتقال عندما لا يرغب الإنسان في مقابلة شخص معين فيسلك طريق غير الطريق التي يسلكها وكانت الفتاة المخطوبة تتجنب المشي في الطريق الذي يسلكه خطيبها حياء وخجل وكذلك المرأة المطلقة.
81	معي لك مره إذا مات زوجها: ويقال عندما يقول أحد الأشخاص لأخر انه سوف يعمل له كذا وكذا إذا حصل شيء معين وهذا الشيء في علم الغيب وقد لا يحصل.
82	الحازب بحق الناس عاري: ويقال للإنسان الذي يفتخر بوجود شيء معه وهو لا يملكه بل هو حق الآخرين.
83	وكيل المره محتزم بمنقع(محتزم من الحزام والمنقع هو جزء من ساق الذره): ويقال للإنسان الذي يدافع على أي أمراة بأن عليه الحرص لأنها تغير رأيها بسرعة.
84	ما تقعل المره البطل في البيت العطل: يقال للشخص الجيد ولكنه في غير موقعه أو عندما يقال ان المرأة الفلانية جيدة ولكن وضعها غير ملائم لان البيت إذا لم يكن به طلبات تجهيز لاكل فمهما كانت المرأة جيدة فإنه لا تستطيع عمل شيء.
85	المره المدبره كالسيل المقبل(المدبَّره من حُسن التدبير والمقبَّل- القادم): ويقال في المرأة التي تحسن التصرف في منزلها.
86	الرفيق قبل الطريق: ويقال للإنسان الذي يحرص على إختيار رفاقه.
87	لا تقل لا خير ولا شر وعاد بالروابع ليله: هذا القول في نجوم الزراعة فالروابع من نجوم الخريف ويقال هذا لان (الروابع) تكون هي الحاسمه في وجود موسم زراعي جيد أو غير جيد كما يقال لعدم التسرع قبل التأكد من الذي سيحصل.
88	الصاحب المخسر عدواً مبين: يقال للصاحب الذي يجلب الخسارة الدائمة لمن حوله.
89	جني تعرفه ولا إنسي ما تعرفه: ويقال عند حصول ما يوجب على الإنسان لاختيار بين شخصين مثلاً احدهما يعرفه ويعرف طباعه والاخر غير معروف بالنسبة له.
90	على قدر فراشك مد رجلك: ويقال للإنسان الذي لا يعرف كيف يقدر اموره فيكون مثلاً مسرفاً وهو فقير او يتحمل فوق طاقته من الأمور.
91	إذا قد انت وسط البحر لا تقل يادقونه(الذقن): ويقال للإنسان الذي هو وسط المشكلة ويخشى من أشياء بسيطة لا تحصل فهو مثل الإنسان الذي هو وسط البحر ويخشى على ذقنه من ان يبتل.
92	ابن لك في كل وادي دار: وهذا المثل له قصة فيقال ان احد الحكماء الاغنياء قال لأبنه عند موته (ابن لك في كل وادي دار ولا تأكل الا بعسل ولا تتزوج إلا بكر) فقام ولده بالطواف بالبلاد يبني فيها المنازل ولا يأكل الا على عسل ولا يقترب من المرأة الا إذا كانت بكر حتى أفتقر فجاءة احد الحكماء وسئله عن حاله وسبب ما وصل اليه فقال انها وصية والده واخبره بها فقال الحكيم ان والدك لم يخطئ وانما انت لم تفهم قصده فهو كان يقصد ما يلي: - ابن لك في كل وادي دار هو يعني ان تكثر من الأصدقاء في جميع البلاد فاينما حللت وجدت لك صديقاً تأوى اليه. - وان لا تأكل الا بعسل ويقصد ان لا تأكل الا وانت جائع. - ان لا تجامع إلا بكر (عذراء) يقصد ان لا تأتي زوجتك الا في أوقات متباعده وقد اشتقت إليها.
93	من قل تدبيري بري أكل شعيري: يقال عندما يسيء الإنسان تدبير حياته فلا يحصد بر ولا شعير.
94	من دهاك على القتل ما عاونك بالديه: ويقال للإنسان الذي يستمع الى مشوره الآخرين التي سوف تؤدي به الى التهلكة.
95	الثور من اللازمي (اللازمي هو الشخص الذي يقوم بقيادة الثور عند الحرث): ويقال للإنسان الذي يتولى أمر الآخرين فيستطيع قيادتهم أو يفشل في ذلك.
96	الصيب من لأجب (الصيب-لبذور ، لأجب –الزنيل): ويقال للإنسان الذي يشبه أباه أو الفتاة التي تشبه في تصرفاتها أمها وكذلك للإنسان الذي يتصرف تصرف معين يقوم به أقرانه.
97	الحذر ولا الشجاعه: ويقولها الإنسان عندما يتأكد من موضوع معين ويكون حذراً فيه.
98	جارك القريب ولا اخوك البعيد: وتقال للتأكيد بأهمية الجار الذي يستطيع مساعدتك أكثر من اخوك إذا كان ساكن بعيد عنك.
99	من أبغضك العام ما أحبك هذه السنة: ويقال للإنسان الذي حصل بينك وبينه عداوه وانه لايمكن ان يتغير خلال فترة طويلة أو قصيرة.
100	لو حبيبك عسل لا تلحسه كله: ويقال للإنسان الذي يستغل الأخرين إلى أقصى حد بأن عليه ان يترك الإستغلال.
لو حبيبك عسل لا تلحسه كله: ويقال للإنسان الذي يستغل الأخرين إلى أقصى حد بأن عليه ان يترك الإستغلال.
من حش علان صبر: علان موسم زراعي وفيه يتم حش الحشيش وهو الحشائش الذي يتم تخزينه كعلف للماشية ويقال للإنسان الذي يعمل أي عمل يحتاج الى صبر.
من عاره إلى عاره خساره: الشيء الذي تتداوله الأيدي يفقد جزاء منه على المدى الطويل ويقال عندما يحتاج الإنسان لاستعارة شيء من شخص أخر.
ما يموت العرب الا متوافيين: يقال عندما يقوم احد الاشخاص بالإقتصاص من أحد في شيء حصل له مثله أو عبارة توعد من شخص بأنه سوف يحصل له ما حصل لغيره.
من دعس في بلاد الناس هان(دعس-مشى): وتقال للإنسان الغريب الذي يتحرك في بلاد غير بلاده لأنه معرض للإهانة.
إذا حضرت انفع ولا غيب الصوره: يقال للإنسان الذي يحضر الى مكان ولا يقوم بأي عمل بالرغم من ان واقع الحال يتطلب مشاركته في العمل.
مقبره ما ترد ميت: ويقال للشيء الذي لا يمكن عودته أو يقال للإنسان الذي لا يخرج منه شيء لاحق ولا باطل ويتم تشبيهه بالمقبرة التي لا يمكن لها ان تعيد الميتين المقبورين فيها.
إذا علم الله بجوع نسر مات حمار: ويقال للإنسان الذي ييأس من رحمة الله والمعروف ان النسور تأكل الحيوانات الميته وان الله إذا علم بأن هناك نسر جائع فإنه يسهل له أكل وكذلك الإنسان المتوكل على الله.
غاب القرد والميضاف(الميضاف- المقلاع الذي يتم وضع الحجر فيه لرميها بقوة ولمسافات بعيدة): ويقال عندما يخسر الإنسان شيء معين في سبيل ان يذهب عنه شيء لا يحبه.
ما يسيب الله حموله في خلاء: ويقال للإنسان الذي يتبرم من الحياة ويتم تذكيره بأن الله لا يترك احد.
من قارب الكير يحرق والا امتلئ من غباره: ويقال للإنسان الذي يجالس إنسان سيء بأنه لن يسلم شره.
من خبأ عشاه اصبح يراه: ويقال للحث على الإقتصاد في المعيشة.
ساعه بالعز كثير: وتقال عندما يحاول الإنسان أخذ حقه في متع الحياة ولو كانت الفترة قصيرة.
حيا بكم الى بيت خالي: وتقال للإنسان الذي يحاول ان يتجمل مع الناس على حساب الآخرين.
لا ضاق حالك كرفتي لش قهاوي(كرفتي-شربتي): وتقال عندما تصل المرأة الى ضيق كبير فتجلس تشرب القهوة بدون حساب وهي غارقة في التفكير.
من ركن على سمن سارع اكل كافع (ركن –أعتمد، سارع وادي خصب ومشهور في المحويت، كافع- يابس –ناشف): يقال للإنسان الذي ينتظر شيء قد يحصل عليه أو قد لا يحصل عليه.
ما رزق يأتي لجالس: ويقال للإنسان الكسول الذي لا يسعى لكسب رزقه بهمه ونشاط.
الماء ما تمشه من فوق عاطش: ويقال للإنسان الذي يحاول القفز وتخطي الأخرين فالماء عندما يتحرك في الأرض هو يروي كل المناطق التي يمشي عليها ولا يتركها الا وهي مرتويه.
ما تمحر الماء إلا أخس البقر( تمحر-تعكر الماء). ويقال للإنسان الذي يدخل في موضوع ويسبب المشاكل.
ما تصف الحريوه الا أمها أو خالتها. يقال عندما يصف الإنسان أحد أقرباءه بالحق أو بالباطل.
دار في غير بلادك لا لك ولا لولدك. يقال هذا المثل للشخص المغترب الذي يحاول أن يبني له منزل في غربته.
إسلمني وأنا سليم. يقال للإنسان الذي يحاول مواساة آخر وهو سبب المشكلة.
المخرب حاير ألف عمار. يقال للإنسان الذي يفسد بين الناس.
لا تقل للجمل در وعينه أكبر من عينك. ويقال للإنسان الذي يحاول نُصح من هو أكثر منه فهماً ومعرفة.

خـــبــت الــنــويـــرة

أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 30 يناير 2009

الترحيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشيخ محسن محمد عمر النويرة

الحاج حسن يحيى النويرة

الحاج محمد علي حسن النويرة

الشيح احمد محسن النويرة

قصر

ق

ق

ق

ق

ق

ق

ق

ق

ق

ق

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ليل القرية

ليل القرية

ليل القرية

ب

ب

ب

ط

ط

ط

ط

ط

ط

ط

ط

ط

ط

ط

ط

ط

ط

ط

ط

نادي الرائد بني عمارة

ملعب نادي الرائد بني عماره

الملعب

الملعب

الملعب

سلاح

حراثة

الجامع الكبير

مأذنة الجامع الكبير

صلاة العيد

صلاة العيد

تجمع في عرس

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب

ب